مهما كانت النتائج التي حققها الفريق الوطني خلال تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، إلا انه ترك بصمته الايجابية بشهادة العديد من المحللين الأجانب الذين توقعوا مستقبلا زاهرا لهذا الفريق الواعد. لكن بخلاف ذلك ذهب للأسف بعض ''محللينا المحليين'' إلى إطلاق العنان لانتقاداتهم التي افتقدت للاحترافية وبعد النظر بخصوص إقصاء ''الخضر'' من الدور الثاني، مما يفسر أن الجحود أضحى صبغة تعتري تحليلاتهم التي سرعان ما تناست النتائج الايجابية المحققة لهذا الفريق الشاب الذي زرع بذرة الأمل في نفوس الجزائريين بتأهله إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب. صحيح أن الانتقاد ضروري لتحسين وإثراء أداء المنتخب لكن شريطة أن يكون من أشخاص اثبتوا كفاءتهم ميدانيا وليس من الذين عودونا على الانتكاسات المتكررة، سواء بالنسبة للذين سبق لهم وأن تربعوا على عرش الخضر أو الذين قادوا فرقا وطنية إلى الحضيض، حيث كانت نتائجهم المخيبة تتحدث عنهم لتقتصر مهمتهم على ''اقتناص'' أخطاء اللمسات الأخيرة تطبيقا للمثل الشعبي القائل بأن ''الثور لما يموت تكثر عليه السكاكين''. فمن السهل أن نتحدث نظريا عن النقائص لكن من الصعب أن نعيش هذه النقائص في الميدان فنيا وتكتيكيا، كما أننا نسأل هؤلاء ما هي نتائجكم مع الفرق التي تشرفون عليها اليوم وأين هي بدائلكم لسد نقائص الفريق الوطني لاسيما في الهجوم، فهل عقمت بطن الجزائر في إنجاب أمثال بلومي وماجر وعصاد ومناد؟ فمن الجحود أن ننكر المسيرة المشرفة للخضر في الوقت الذي سبق للمدرب رابح سعدان أن حدد الأهداف بالمشاركة في كأس إفريقيا فقط، في حين تمكن الخضر من اقتطاع تأشيرة المونديال بجدارة واستحقاق فحققوا حلم 35 مليون جزائري واستطاعوا ان يبعثوا روح المواطنة بين الجزائريين، مما يعني ان المهمة ناجحة ولايبقى سوى الوقوف عند النقائص والكرة تبقى في مرمى المنتقدين لإثبات جدارتهم. ولا يبقى لنا سوى ان نشيد بالدور البطولي لعناصر ''الخضر'' ونقول لهم برافو لأنكم نجحتم في قهر الانكليز وإسالة العرق البارد للأمريكان ورفع الراية الوطنية في أقصى القارة الإفريقية.