نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، أمس، في قضية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى عاهة مستديمة، التي تورط بها المتهم '' ل.ع'' في الأربعينيات من عمره بعدما قام بالاعتداء على طليقته ''س. س'' في الثلاثينيات من عمرها، حيث قضت المحكمة ب 10 سنوات سجنا نافدا في حقه مؤيدة بذلك التماس النيابة العامة خلال وقت سابق. تعود أحداث القضية إلى تاريخ 20 أكتوبر الماضي عندما تقدمت الضحية أمام وكيل الجمهورية من اجل إيداع شكوى ضد المتهم، جاء في فحواها أن هذا الأخير هو زوجها السابق وقد كان بينهما نزاع بسبب النفقة وحضانة الأبناء لم تفصل فيه بعد محكمة أحوال الأسرة، وقد توصلا بعده إلى اتفاق بالرجوع والتصالح، وبعدها طلب منها المتهم القدوم إلى بيتها المستأجر الكائن بدائرة عين الترك من اجل رؤية أبنائه الثلاثة وعندما كان عندها بالمنزل عاودهما الشجار، فبدأت الضحية تصرخ بشدة الأمر الذي أثار غضبه وجعله يمسك عصا خشبية بيده ويوجه لها ضربتين على مستوى الرأس وبعدما سقطت على الأرض جلب ساطورا وقام بضربها مرتين أخريين على مستوى الرأس أيضا، أسفر عن قطع أصبعين من يدها بعدما حاولت الدفاع عن نفسها، ولولا دخول ابنته التي كانت تصرخ في الوقت المناسب لتحولت إلى جثة هامدة. هذا وقد حددت الخبرة العلمية عجز الضحية بمدة 60 يوما، بعدما حررت شهادة طبية لها تثبت الضرر الذي أصابها جراء الاعتداء الذي تعرضت له. بعد ذلك فتح تحقيق بالقضية وتم توقيف المتهم الذي اعترف بالأفعال المنسوبة إليه وصرح بأنه وقت الوقائع لم يكن يعي ما كان يفعل بسبب الغضب الشديد الذي كان يتملكه. موضحا بأن حبه الشديد لطليقته ورغبته الكبيرة في العودة إليها جعلاه يرتكب ذلك الجرم في حقها بعد 12 سنة من الزواج. هذا، وقد تراجعت الضحية في بادئ الأمر عن الشكوى التي أودعتها في حق طليقها، إلا أن الدعوى العمومية استمرت في حقه ليمثل أمام محكمة الجنايات مدليا بنفس الأقوال التي صرح بها خلال التحقيق والتي تفيد باعترافه بالأفعال المنسوبة إليه، إلا انه أنكر أمر بتر أصبعي الضحية بقوله لا يتذكر ما إذا كان قد تسبب لها في دلك لأنه لم يكن في وعيه، إلا أن هيئة محكمة الجنايات اقتنعت بارتكابه الواقعة وراحت تؤيد التماس النيابة العامة القاضي بإدانته ب 10 سنوات سجنا نافدا.