نظم المجلس الأعلى للغة العربية أمس بفندق الأروية الذهبية يوما دراسيا حول امكانات الاستفادة التطبيقية من البحوث اللغوية في الجامعة الجزائرية شارك فيه خبراء وأساتذة وباحثون من الجامعات الجزائرية الذين ناقشوا عدة محاور منها ''الدراسات المتعلقة بالمعالجة الآلية والحاسوبية للغة'' و''الدراسات الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية والأسلوبية'' وغيرها. اللقاء عكس مدى متابعة المجلس الأعلى للغة العربية واهتمامه بما تنجزه الجامعات الجزائرية من رسائل ماجستير ودكتوراه حول العربية وعلومها على مدار السنوات الماضية منها ما احتفى بمعالجة الموضوعات اللغوية التراثية ومنها ما استفاد من المناهج الحديثة وهي في العموم دراسات لها انعكاساتها الايجابية على استعمال اللغة العربية وتحسين أدائها في جميع المجالات. الجلسة الصباحية تضمنت محاضرة للدكتور عبد الجليل مرتاض وكانت بعنوان ''المثلث المرجعي للرسائل اللغوية بالجامعات الجزائرية'' والمقصود، حسبه، بالمثلث هو المصادر اللغوية العربية الأصيلة والمراجع اللغوية العربية المستحدثة والمراجع اللغوية الأجنبية مؤكدا أن الاشكال لا يطرح في هذا المثلث المرجعي الأساس الذي يعد أمرا طبيعيا ومشروعا في إحالاتنا وتوثيقنا بل في كيفية الرجوع إلى هذا المثلث المرجعي التكاملي والتعامل معه بالنسبة لمادته الثرية التي كثيرا ما ورطت أكاديميين (أو أشباه أكاديميين) والطلبة في قول الشيء نفسه بين باحث وباحث وربما على مستوى جامعة واحدة، الأمر الذي أفرز تراكمات ثقافية وعلمية أثقلت كاهل الخطاب العلمي النوعي في اللغة العربية وعلومها. أما الدكتور محمد الهادي بوطارن فتحدث عن ''التجديد والتقييد في اللغة العربية، الرسائل الجامعية نموذجا مستعرضا، قدرة العربية على استيعاب كثافة العلوم والتطور خاصة في المجالات التقنية، علما أن أغلبية المذكرات تؤلف باللغات الأجنبية. الأستاذة سعاد بسناسي من جامعة وهران قدمت مداخلة عن ''إسهامات الرسائل الجامعية في إثراء اللغة العربية'' مشيرة إلى أن البحث العلمي الأكاديمي لمرحلة ما بعد التدرج خاصة في اللغة ثري ومتنوع، وقد شهدت جامعة وهران بقسم اللغة العربية وآدابها في مرحلة ما بعد التدرج ما يعرف بنظام المشاريع في الأدب واللغة وقد اختارت بحوثا في الصوتيات حتى يتبين مسار تطورها وتجديدها من حيث الموضوعات والمناهج ومدى مساهمتها في ترقية لغة الضاد. للتذكير فقد افتتح الأشغال الصباحية الدكتور محمد العربي ولد خليفة بكلمة ثمن فيها الرسائل الجامعية ودورها في التراكم المعرفي، وهو الأمر الذي شجعته الجزائر بعدما نالت هذه البحوث كل التهميش والتحقير في جامعة الجزائر إبان العهد الاستعماري.