هي مطربة قديرة ومحترمة، احترفت الغناء في زمن كان ينظر فيه إلى الفن بعين العار، إلا أنها لم تتراجع وأصرت على اقتحام الميدان رغم العراقيل والصعوبات، غنت للحب، الوطن والفرح، صالت وجالت في ارجاء المعمورة، حيث سافرت الى باريس بإلحاح من الجالية الجزائرية المتواجدة هناك، زارت امريكا وأنبهرت بها وبحسن الاستقبال والضيافة اللذين حظيت بهما، ولا تزال صورة الدمية الإسبانية الراقصة التي لم تقتنها عالقة بذهنها وتحز في نفسها·· عن مشوارها ورحلتها الفنية وأمور أخرى، حاورت "المساء" المطربة شريفة وكان جوابها كالتالي: - المساء البداية لم تكن سهلة·· معا سنعود ستين سنة إلى الوراء بشريط الذكريات، ماذا تقولين؟ * المطربة شريفة : لقد بدأت الغناء وعمري (17 سنة) ولأني نشأت يتيمة، رباني أخوالي، ولا يمكن أن أصف لك الزوبعة التي أقاموها حين علموا بالأمر، لقد كادوا يقتلونني لولا ستر الله، فالميدان الفني وقتها كان محرما على الرجال، فما بالك بالنساء! لكن رغم الاعتراضات صممت على دخول هذا العالم، وعملت باحترام، وبقيت محترمة الى يومنا هذا· - ما هي أول أغنية سجلتها المطربة شريفة؟ * أبقى على خير أياقبو إيفوك الزهو· - النوبة الخالات حصة إذاعية ممتعة أكسبتك حصة "أوراس الخالات" شهرة واسعة، وجلبت إليك جمهورا عريضا، حدثينا عن نتاج هذه التجربة الناجحة؟ * كانت تجربة جد جميلة مشحونة بذكريات حلوة، مع زميلات المهنة، وكانت عبارة عن جلسة فرح نسوية فيها الطرب والغناء، فبواسطة الدف أو البندير والطار والدربوكة، كنا نقيم أعراسا عبر الأثير تتميز بنكهة خاصة، فالنوبة الخالاث جعلتنا أكثر قربا من جمهورنا الذي شجعنا، وشجع هذه الحصة التي لا يزال يطالب بها الى يومنا هذا· - نعلم أن الظروف حالت دون تعلم السيدة شريفة لكنها مع هذا تؤلف أغانيها وتلحنها، هل هي الموهبة؟ * أجل، إنها الموهبة الربانية التي منحتني القدرة على التأليف والتلحين، فكل الأغاني التي أؤديها هي من باكورة فكري وإبداعي المستمد من التراث· - الحاجة شريفة فنانة منتجة ولها أشرطة في السوق خاصة بالأعراس، فلماذا هذه النوعية بالذات؟ * أشرطة الأعراس مطلوبة وبكثرة، فبها تحيى الأفراح الجزائرية عادة، وأنا بطبعي أحب الفرح وأحب مشاركة الأسرة الجزائرية مسراتها، لذا أركز على إنتاج هذه النوعية بالذات (والله يقوى الأفراح في بلادي)··· - على ذكر الأفراح، الحاجة شريفة مطربة أعراس حيث أقامت أفراحا كثيرة، واليوم هل مازال إحياؤك لمثل هذه المناسبات قائما أم توقف؟ * لم أتوقف نهائيا ولازلت أقيم بعضها· - سمعة وصيت الفنانة شريفة تعديا حدود الوطن ليصلا الى ما وراء البحار، فكيف هو استقبال الجالية الجزائرية المتواجدة هناك؟ * بحب كبير وتهافت منقطع النظير واحترام شديد، وأنا بدوري أبادلها الحب والاحترام، ولا أتوانى أبدا في تلبية ندائها، وإحياء الحفلات يخفف هم الغربة عنها، وللعلم لدي الكثير من الأغاني التي تصف حالة المغترب وشدة اشتياقه للأهل وحنينه إلى الوطن· - حدث وأن سافرت المطربة شريفة الى امريكا رفقة فنانين من بينهم نعيمة عبابسة، وهناك وقعت لكما حادثة طريفة مع تلك الدمية الإسبانية الراقصة، فما قصتكما معها؟ * فعلا أمريكا ستبقى من المحطات الخالدة، أجل، (تضحك)·· ونحن نتجول في أحد المحلات وقعت أعيننا على تلك الدمية الراقصة، فأعجبتنا بتفنن رقصها إلى درجة أن حاولنا تقليدها، لكننا طبعا فشلنا وانفجرنا على أنفسنا بالضحك، ومن حسن حظ نعيمة أنها تمكنت من شراء واحدة، أما أنا فلم يكتب لي ذلك·· وكنت أتمنى لو اشتريت واحدة مثلها لكن كل شيء نصيب· - كمطربة قديرة لها نظرتها في الفن والفنانين، ما رأيك في الجيل الجديد من الفنانين؟ * صراحة، أنا لست فخورة به فلا وجود لإبداع حقيقي، فالكل بات يتهافت على اعادة أغاني غيره، وتعبئتها في أشرطة لتسويقها وكسب ربح طائل وغير مستحق من ورائها، وهذه الظاهرة تفاقمت، وهذا ما أدى الى الخمول والتكاسل، فحذار· - ما هي نصيحة المطربة شريفة للشباب المتهافت على الشهرة المؤقتة؟ * يجب أن يدرك هؤلاء الشباب أن الشهرة الحقيقية التي لا تشوبها شائبة هي التي يبذل صاحبها جهدا ومقدرة للوصول إليها، فعلى الشباب التفكير جديا في الخلق والإبداع ليكون في مستوى العالم الذي اقتحمه، فدرب الفن ليس سهلا كما يتوقعه البعض، فبالموهبة والجد والعمل نصل الى النجاح، وبالتالي الى الشهرة المستحقة والدائمة· - كلمة أخيرة··· * أشكر كل من أحاطني بحبه واحترامه، أشكر جمهوري العريض وأحيي كل نساء الجزائر، وأشكركم على الالتفاتة الطيبة، شكرا وألف شكر ل المساء·