يشهد كورنيش سكيكدة الممتد من شاطئ قصر الأخضر إلى غاية سطورة ليلا ازدحاما كبيرا للمارة والمركبات الذاهبة والقادمة إلى سطورة في أجواء أعادت إلى هذا الشريط الساحلي الجميل حيويته ونشاطه خاصة أن جلّ العائلات السكيكدية تفضل قضاء سهراتها الليلية في التنزه على شاطئ البحر هروبا من حرارة المنازل ولتناول وجبات خفيفة برفقة الأحباب والضيوف، في حين يفضل آخرون الجلوس على رمال الشاطئ في حلقات عائلية حميمية يتجاذبون أطراف الحديث عن مختلف المواضيع، وربما يجدها البعض الآخر فرصة سانحة لاسترجاع الذكريات الماضية بين الأحباب والأصدقاء بالخصوص أولئك الذين طال غيابهم عن المنطقة. وتعدّ الأعراس من المواضيع التي تحبذ النسوة الخوض فيها بكل التفاصيل، أما الأطفال فمنهم من يختار لنفسه لعبة ومنهم من يفضل السباحة، كما يتمتع هواة المشي بنسمات البحر وبأصوات مختلف الألحان والأغاني التي تنبعث من المحلات التجارية المتراصة على طول كورنيش سكيكدة أو من المركبات أو حتى من قاعات الأفراح التي أضحت مع دخول شهر جويلية الجاري تنشط على مدار الأسبوع دون انقطاع على الرغم من غلاء أسعارها التي تفوق 30 ألف دج.. وما يزيد في روعة هذا الديكور الفسيفسائي أن الناس بمختلف أعمارهم وفئاتهم بما فيهم الفتيات يمكنهن الاستمتاع دون أن يزعجهن أحد، إذ يكتفي المعجبون بالنظر إليهن أو بالابتسامة. ولعلّ التواجد المكثف لأفراد الأمن من بين أهم المحفزات التي تجعل العائلات السكيكدية تقضي سهراتها الليلية خارج المنازل، فهناك من يقطع أكثر من 03 كيلومترات ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام انطلاقا من نهج سكيكدة المطل على البحر إلى غاية سطورة حتى ساعة متأخرة من الليل دون أن يعترض سبيله أحد لتبقى سطورة على الرغم من التطور العمراني الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة بما في ذلك الحركة اللامتناهية للمصطافين والسياح بالخصوص المهاجرين منهم وكذا لبعض الفنادق التي أقيمت بها والمتاجر والمطاعم في انتظار إتمام مشروع المارينة الجاري إنجازه من قبل شركة كرواتية، بحاجة إلى أنشطة فنية ساهرة تضفي على ليالي سكيكدة أجواء احتفالية متميّزة كتميز أهالي سطورة الذين يتحلّون بالطيبة ويعشقون البحر حد الجنون. ولا أحد من السكيكديين ممن تحدثنا معهم يستطيع أن يتخلى عن سطورة ويغيّر وجهته إلى مكان آخر على أساس أن كل السكيكديين دون استثناء مولعون حد العشق الجنوني بهذه الأخيرة كأن بهم سحرا. ويرى هؤلاء أن قضاء الليالي الصيفية على طول الكورنيش السكيكدي الممتد إلى غاية سطورة أضحى من الطقوس التي لا يمكن التلخي عنها.