تعيش مدينة سكيكدة منذ الانطلاق الرسمي للموسم الصيفي 2008 أجواء متميزة أضفت على المدينة الساحرة مسحة جمالية زادها رونقا العدد الكبير من الناس الذين يجوبون الكورنيش السكيكدي الى غاية ساعة جد متأخرة من الليل، يتجاذبون أطراف الحديث ويتسامرون ويمتعون أنظارهم تارة بمواكب الأعراس التي تتقدمها سيارات العرسان وتارة أخرى بالأضواء المتلألئة التي تزين المحلات التجارية المنتصبة على طور الكورنيش، انطلاقا من القصر الأخضر الى غاية سطورة الجميلة التي تأبى إلا أن تستقبل الوافدين عليها بطريقتها الخاصة.. وأحيانا بالنغمات الموسيقية المنبعثة من قاعات الأفراح أو من محلات بيع المرطبات والمثلجات والأكلات السريعة... حركة لا تنقطع وضجيج لا ينتهي وسكيكدة الآمنة والهادئة والجميلة تأبى إلا أن تعيش أجواء الصيف بكل أبعاده... صيف متميز كتميز السكيكديين الذين يخرجون عن المألوف فيضربون أروع الأمثلة في استقبال الزوار والسياح الوافدين عليها لا سيما من وراء البحر حيث يجدون في صفاء السماء وزرقة البحر واخضرار الجبال المحتضنة للبحر كأنهما في عناق جنوبي لعشيقين إلتقيا بعد فراق طويل، المقام المفضل لديهم لقضاء عطلة صيفية ستترك دون شك آثارها الإيجابية في نفوسهم. فسكيكدة ما تزال مدينة متميزة بأروقتها الممتدة على طول الشارع الرئيسي ديدوش مراد وبالنزل البلدي وبمحطة القطار وبالبنك المركزي وبقباضة البريد الرئيسية التي تصطبغ كلها بالطابع المعماري المغاربي الأندلسي، وبالمسرح الجهوي الشامخ وبقصر العدالة وبقصر مريم عزة الشامخ وبأزقة السويقة التي تحمل معها التراث والتقاليد والأصالة والشهامة. ففي كل بيت من بيوتها ألف قصة وقصة عن المدينة دون أن ننسى النهج المطل على البحر الى غاية أسطورة التاريخ أو روسيكادا انطلاقا من القصر الأخضر وشاطئ الجنة وبيكيني ومولو الى غاية ميراما والمحجرة الرومانية بل الى غاية الشاطئ الكبير الذي تقابله عددا من الجزر الجميلة كجزيرة سيريجينا... هكذا سكيكدة بعاداتها وتقاليدها وأصالتها التي تزاوجت مع المعاصرة وبأمنها وأمانها وبأفراحها ومسراتها التي لا تنقطع أناء الليل وأطراف النهار فاتحة ذراعها كل صيف لمن يريد أن يتبرك بها...