يعتبر من أهم الوجوه الفنية السورية والعربية التي صنعت لنفسها إسما لامعا ، استحوذت على وجدان المشاهد العربي من المحيط الى الخليج. رشح لدور البطولة في المسلسل العربي »ذاكرة الجسد« المقتبس عن رواية أحلام مستغانمي. إنه صاحب الهامة الطويلة جمال سليمان المعروف عند الجزائريين بالعديد من الأعمال الدرامية على غرار »عائد إلى حيفا«، »الفصول الاربعة«، »حدائق الشيطان« وغيرها من الأعمال.''المساء'' التقته بقسنطينة على هامش تصوير بعض مشاهد المسلسل العربي ''ذاكرة الجسد'' للمخرج نجدت أنزور وكانت لنا معه هذه الدردشة القصيرة على بلاطو التمثيل. المساء: جمال سليمان يمثل لأول مرة بقسنطينة ويجسد خلال عمله الفني شخصية تاريخية يمتزج فهيا حب الوطن بعشق الحبيبة، كيف تشعر وأنت بعاصمة الجسور المعلقة؟ جمال سليمان: قسنطينة لها خصوصية وقد استهوت العديد من المخرجين والفنانين، حيث ان تضاريس المدينة من قمم جبال إلى جسور تدل على العمق التاريخي للمدينة. ولماذا قسنطينة بالضبط؟ تعلمون أن البطل الرئيسي لرواية أحلام مستغانمي هو قسنطيني وقسنطنية بلا منازع بطلة الرواية التي تحكي قصة رمز من رموز ثورة التحرير وهو خالد بن طوبال الذي كان مسكونا بالمدينة بما فيها من قسوة وجمال، ولذلك كان من الضروري أن نأتي الى قسنطينة التي احتلت حيزا كبيرا في عمل المخرج نجدت أنزور. كانت الرواية مزيجا بين الواقعية والخيال، كيف تعاملتم معها دراميا؟ الرواية تبدو وكأنها واقعية، لكنها مليئة بالرمزية والجسور التي هي أهم الرموز الإيحائية في هذا العمل، كما أن التركيبة النفسية للشخصية وعلاقة خالد بن طوبال مع الحياة وتجواله بمخيلته وذاكرته الحسية والعاطفية جعلت الأمور تنتقل نوعا ما الى الخيال فالبطل كان عندما يريد ان يتخيل حبيبته كان يتخيلها فوق الجسور المرتبطة بالحنين والحيرة، وهي تجسيد للمسافة بين اليقين والحيرة، الاستقرار وعدمه، النظام والفوضى. كيف تتصورن تقبل المشاهد العربي لهذا العمل الفني المقتبس من رواية أحلام مستغانمي؟ رواية »ذاكرة الجسد« بالذات تعتبر واحدة من أشهر الروايات العربية على الإطلاق التي كتبت في العصر الحديث، فهي رواية طبعت مرات عديدة وأنا شخصيا أعرف كثيرا من الأشخاص الذين لم يعتادوا على قراءة الروايات لكنهم قرأوا رواية »ذاكرة الجسد« ونحن نعلم ان صورة الثورة الجزائرية والثوار الجزائريين تعيش في وجدان الشعب العربي، وبالتالي أعتقد أن هذا العمل سيستحوذ على اهتمام الجمهور العربي من المحيط الى الخليج. هي أول تجربة تتعامل فيها مع جزائريين، فمتى نراك تجسد عملا فنيا باللهجة الجزائرية؟ أحلم بالعمل بالجزائر، وباللهجة الجزائرية التي على الرغم من صعوبتها إلا أنها تبقى لهجة جميلة جدا، كما أتمنى أن تكون لي تجربة مع كبار المخرجين الجزائريين على غرار أحمد راشدي ولخضر حمينة اللذين اعتبرهما مخرجين عظيمين. هل تنتظر تجسيد عمل فني خاص بشخصية جزائرية كبيرة كالأمير عبد القادر مثلا؟ شخصية الأمير عبد القادر شخصية عظيمة، فالأمير عاش في آخر حياته بسوريا وكان له محبة كبيرة لدى السوريين خاصة وأنه لعب دورا كبيرا في الحياة الإجتماعية بالشام وارتباطه بالشام لم يكن بالإنسان فقط بل تعدى حتى الى الحيوان حيث لا تزال هناك سلالة من الخيول في دمشق من خيول الأمير عبد القادر الجزائري وأنا اعتز بتجسيد شخصيته. هل تفكر في اقتحام العالمية من خلال أعمال تنتظرها؟ مسألة العالمية لا تشغلني إذا جاءت فخير وبركة وإذا لم تأتي فخير وبركة أيضا، وأظن أن العالمية مسألة تخضع لمنطق الصدفة والحظ، ما يهمني هو الوصول الى الجمهور العربي، هذا الجمهور الكبير جدا، فأن تصبح نجما على مستوى العالم العربي وأن تشعر بأنك وصلت الى مدن صغيرة والى القرى في الجزائر، تونس، المغرب والخليج العبري فذلك طموح كبير جدا وأتمنى أن أكون قد قطعت شوطا كبيرا في الوصول إليه. ما هي الأعمال التي سيطل بها جمال سليمان على المشاهد العربي خلال رمضان هذه السنة؟ إضافة الى »ذاكرة الجسد« التي ستعرض على قناة أبو ظبي، كنت قد أنهيت تصوير عمل فني بمصر من تأليف الدكتور مدحت العدل ومن اخراج إيمان حداد، أجسد فيه شخصية استاذ مدرسة وأترك للمشاهد فضول مشاهدة العمل، وأتمنى أن يكون هذا العمل الذي سيعرض خلال شهر رمضان المقبل من الأعمال الدرامية الجميلة والمهمة التي تعجب الجمهور العربي والتي ستفتح نقاشا اعلاميا بناء. نقطة أسالت الكثير من الحبر، انتقال الصراع الرياضي بين الجزائر ومصر على خلفية المباراة الفاصلة لتصفيات مونديال جنوب افريقيا الى الجانب الفني. (يقطع الحديث وتتغير ملامح وجهه)... إذا سمحت تجاوز هذا الموضوع، فنحن تجاوزنا المسألة ويجب تجاوزها وفقط. شكرا على تخصيص جزء من وقتكم النفيس. الشكر لك ولقراء »المساء«.