ساركوزي أعاد الصور الأكثر ابتذالا للخطاب الإمبراطوري الاستعماري للجمهورية الثالثة اعتبر المؤرخ، الفرنسي، أوليفيي لوكورغراندميزون، أن عقد ملتقى تاريخي حول مجازر 8 ماي 1945، اليوم، بباريس، يندرج في سياق سلسلة الأعمال الرافضة لإصدار قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار من جهة، وتحسيس الحكومة الفرنسية على الاعتراف بجرائمها خلال الحقبة الاستعمارية من جهة أخرى• وقال المؤرخ في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الكثير من الأفلام الوثائقية التي خصصت لهذه الفترة سابقة الذكر تلقى صدى كبيرا يتعدى الإطار الأكاديمي، كما أن العديد من الجمعيات تكافح منذ سنوات بدورها من أجل اعتراف الحكومة الفرنسية بعدد من المجازر، أهمها مجازر سطيف، قالمة، و خراطة، بالاضافة إلى مجازر 17و 18 أكتوبرمن سنة 1961 بباريس• وفي رده على سؤال يتعلق بالإرادة السياسية الفرنسية المتمثلة في إبراز الأدوار الإيجابية للاستعمار ودور المؤرخ في تعرية الحقائق كما وقعت، أكد أن الظرف الحالي يميزه التقهقر، لأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لا يتوقف عن الاستخدام الديماغوجي والانتخابي للماضي الاستعماري لفرنسا، والدليل على ذلك إصدار قانون 32 فيفري، والذي زكاه في خطابه الذي ألقاه في مدينة ''تولون'' في فيفري من سنة 2007• وواصل المتحدث قائلا ''إن خطاب نيكولا ساركوزي، قد أعاد الصور الأكثر ابتذالا للخطاب الإمبراطوري الجمهوري الذي ترسخ في وقت الجمهورية الثالثة، حيث أعاد الاعتبار للتاريخ الاستعماري للبلاد، في سابقة أولى منذ انتهاء حرب الجزائر، وهو الانتصار والتمجيد المشؤومين لأسطورة رسمية تعيدنا عشريات كاملة إلى الوراء''• وفي سياق متصل، أضاف أنه سيكون من الأهمية بمكان الاعتراض على هذا الاستغلال المغرض للماضي، مع تذكير الذين يدرسون هذه الحقبة كيف كانت عليه حقائق الاستعمار بما ميزها من مجازر والتمييز العنصري المعاقب عليه قانونا والاستغلال والقمع الرهيب للأهالي• واعتبر أن الدور الأساسي للجامعيين في هذا الظرف الجديد هو الدفاع عن الحقيقية بصفة دقيقة وموثقة وصحيحة ضد جميع الخرافات الوطنية والحزبية، لأنها معركة من أجل المعرفة وفي سبيل انتزاع الاعتراف بالجرائم التي اقترفت خلال الحقبة الاستعمارية• وتوقع اوليفيي لوكورغراندميزون، أن يمكن الملتقى ''تاريخ وصف ونكران'' الجمهور، وخاصة المؤرخين الفرنسيين، من الاطلاع على أحد المحطات الرئيسية في نضال الشعب الجزائري والمتمثلة في مجازر 8 ماي 1945، وأوضح أن هذا الملتقى هو خطوة أولى على قدر كبير من الإيجابية ستسمح بأن يتم الاعتراف بهذه المجازر من قبل بلدية باريس، التي تتشرف بقيامها بهذه الالتفاتة التي ينتظرها كثير من الجزائريين والفرنسيين على حد السواء•