ربما قد تفاجأ الكثير لإقصاء مولودية الجزائر من كأس الجمهورية أمام فريق متواضع ينشط في بطولة مابين الجهات للجهة الشرقية، لكن المتتبعين عن كثب لشؤون الفريق كانوا يتوقعون حدوث ذلك ليس بسبب سلسلة الإخفاقات التي سجلها زملاء باجي في الجولات الأخيرة من البطولة والتي أثرت سلبا على معنوياتهم ولكن للفوضى التي عمت البيت بسبب تداخل صلاحيات المسيرين وفتح أبوابه لكل من هب ودب، فضلا عن الطريقة الغريبة التي يسير بها الفريق مع غياب الصرامة وروح المسؤولية في إدارة شؤونه هزيمة العميد أمام نادي الونزة في مباراة الكأس كانت القطرة التي أفاضت الكأس وكشفت للجميع أن السياسة التي انتهجها الرئيس كركوش كانت فاشلة منذ بدايتها طالما لازال هناك من يتدخل بقوة في صلاحياته ويوجه تعليماته التي من بعيد مستندا في ذلك إلى ما يصل مسامعه من أخبار "الواشين" كما يسميهم الأنصار·الحالة التي وصل إليها العميد هي بالمختصر المفيد "الانهيار" فلم يعد هناك ما يمكن ترميمه أو ترقيعه وحتى ضمان البقاء في بطولة القسم الأول أصبح محل شك إذا لم تتضافر جهود المحبين والغيورين على هذا الفريق العريق· استقالة فابرو وأعضاء فرع كرة القدم وفي انتظار رد فعل مسؤولي جمعية المولودية على هذا الإقصاء وفي مقدمتهم الرئيس أحمد كركوش كان المدرب أونريكو فابرو والأعضاء الجدد لفرع كرة القدم أول المستقيلين على خلفية هذا الإقصاء وهو الخبر الذي أكده الرئيس كركوش بنفسه على أمواج الإذاعة الوطنية الذي قال: "أؤكد للجميع استقالة فرع كرة القدم ورحيل المدرب الايطالي أونريكو فابرو الذي غادرنا للأبد وقد أوكلنا مهمة الإشراف على حظوظ التشكيلة فيما تبقى من عمر البطولة إلى المدرب المساعد عبد الحق منقلاتي"· كركوش: استقالتي لن تنقذ الفريق كركوش الذي بدا أثناء تصريحاته مفجوعا لما حدث للفريق في قسنطينة قال إن استقالته من الجمعية لن تفيد الفريق في شيء وأن القرار لا يمكن أن يتخذه بمفرده بالنظر إلى الظرف الصعب الذي تمر به المولودية التي هي بحاجة إلى كامل أفراد عائلتها على حد قوله· ورغم ذلك قال كركوش أن مصير المسيرين في جمعية المولودية سيتحدد في الاجتماع المرتقب (مساء أمس) من طرف أعضاء الجمعية، داعيا في نفس الوقت الأنصار الوقوف إلى جانب اللاعبين في هذه الأزمة حتى يتمكنوا من مواصلة مهمتهم لإنقاذ الفريق من السقوط· شعبان الوناس: نبهنا إلى خطورة الوضع لكن لا حياة فيهم وفي تصريح أيضا للإذاعة الوطنية حمل عضو جمعية المولودية السيد شعبان الوناس السيد كركوش مسؤولية ما حدث للعميد كان متوقعا بالنظر إلى طريقة التسيير التي انتهجها منذ بداية الموسم، حيث أوضح ذلك بقوله: "كنت أتوقع أن يصل الفريق الى هذا الحال، لقد نبهت مرارا لخطورة الوضع في العديد من المناسبات لكن لاحياة لمن تنادي·وأضاف شعبان قائلا:" لقد قلت لهم أن استقدام فابرو مرة أخرى كان خطأ فادحا، أقالوا بارتشي واستقدموا مدربا مستواه أدنى من مستوى براتشي ثم قاموا بتسريح لاعبين كبن دحمان، زميت وحمادو واستقدموا آخرين أقل مستوى منهم"·