''الحناية''، تسمية يرجع تاريخها للعهد العثماني حسب الخريطة الجغرافية والتاريخية للمنطقة المسماة سابقا ''بني عمر''، التي كانت تتربع على ثلاث مناطق، وهي بريحان، بحيرة الطيور وبوثلجة بالتسمية الحالية، و''الحناية'' امرأة صالحة كانت تعالج مرضاها بالحناء والأعشاب في ظل شجرة زيتون كبيرة بالموقع المسمى ''جنان الزيتون'' ببلدية بريحان، ونظرا لشهرة هذه المرأة التي ذاع صيتها وتعدى حدود البلاد إلى البلدان المجاورة إبان ذلك العهد، كانت هناك شخصية تاريخية هامة تزار من البلد المجاور تونس وهو ''علي باي''، ولأنه دائم الاتصال بها اتخذ لنفسه مكانا شيد به برجا لا تزال أركانه وبعض آثاره متواجدة لحد الآن، وسمي المكان باسمه ''برج علي باي''. وتوجد منطقة الحناية بالجهة الساحلية الشمالية لولاية الطارف، وبالضبط هي تابعة لإقليم بلدية بريحان، وتتكون من ثلاثة مواقع هي الحناية، بلحاج وعين طكوكة، وتتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 870 هكتار، منها 120 هكتارا قابلة للتهيئة و40 هكتارا فقط قابلة للبناء، ومن بين هذه المناطق الثلاث الساحلية شاطئ واحد مسموح فيه السباحة، وهو الحناية، وهو شاطئ رملي يبلغ طوله 600 مترا تعلوه مرتفعات صخرية تكسوها النباتات، وكانت بالشاطئ والمنطقة جزيرة خضراء كجنة على الأرض، وبالرغم من وجود مساحة للتوسع والتهيئة الساحلية إلا أنها غير مستغلة، ومخططها مازال حبرا على ورق وزوار الحناية لا ينقطعون عنها حتى شتاء، حيث يتواجد عدد من الصيادين المولعين بالصيد، ويستقطب هذا الشاطئ يوميا آلاف المصطافين خصوصا خلال شهري جويلية وأوت، وأيام العطل الأسبوعية، والذي يرغب في زيارة شاطئ الحناية ما عليه إلا امتلاك سيارة خاصة أو استئجارها، فلا توجد وسائل للنقل العمومي مخصصة لنقل المصطافين للشاطئ، وتعتبر تلك أولى المشاكل التي تعترض زوار المنطقة لا سيما وأن شاطئ الحناية يقع على مسافة 8 كلم، من الطريق الوطني رقم 84 الرابط بين القالة وعنابة، وهناك سياح أجانب وسفراء ووزراء وغيرهم من الزوار قدموا من مختلف ولايات الوطن يقصدون هذا الشاطئ الهادئ الذي قال عنه وزير سابق للسياحة في زيارة قادته إلى المنطقة إن الجمال الساحر لهذا الشاطئ وطبيعته الخلابة يؤهلانه لأن يكون قطبا سياحيا هائلا إذا ما أقيمت به قرية سياحية تقدم أرقى الخدمات، ليبقى هذا الشاطئ العريق بتسميته والجميل بطبيعته ينتظر التفاتة القائمين على القطاع السياحي على المستوى المحلي والوطني.