تمكن الجيش اللبناني أمس من قتل ضابط سام برتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي وأصيب ضابطان آخران بينهما واحد برتبة نقيب بجروح متفاوتة إثر المواجهات المسلحة التي اندلعت على الحدود اللبنانية والكيان الإسرائيلي.واستشهد في هذه المواجهات ثلاث جنود لبنانيين وصحفي جريدة الأخبار اللبنانية عساف أبو رحال، بينما أكدت قناة المنار التابعة لحزب الله أن مراسلها علي الشايب أصيب بجروح خفيفة. وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل الضابط السامي المقدم دوف هراري البالغ 45 سنة ساعات بعد تكتم عن الأمر في البداية وقال إن الأمر يتعلق فقط بإصابة جنديين. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللبناني أمس أن لبنان ستواجه الهجمات الإسرائيلية بكل الوسائل المتاحة في أول رد فعل لبناني للرد على أي تهديد إسرائيلي قادم. وانزلق الوضع على الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل باتجاه الحرب المفتوحة بشكل مفاجئ صباح أمس عندما اندلعت أعنف مواجهات بين وحدات الجانبين منذ العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان في جوان سنة .2006 وتبادل الجانبان الاتهامات حول الجهة التي كانت المتسببة في اندلاع هذه المواجهات حيث أكدت مصادر لبنانية أن المواجهات اندلعت على مستوى بلدة العدايسه الواقعة على بعد حوالي 30 كلم شرق مدينة صور بعد أن حاول جنود إسرائيليون اقتلاع شجرة في داخل التراب اللبناني. وهو ما دفع بجنود الاحتلال إلى فتح نيران أسلحتهم على الجنود اللبنانيين الذين ردوا على الاعتداء في وقت قامت فيه المدفعية الإسرائيلية بالدخول في الاشتباكات وأطلقت عدة قذائف أصابت العديد من المنازل في القرية المذكورة. وزعمت مصادر جيش الاحتلال أن اللبنانيين هم الذين كانوا البادئين بإطلاق النار وأن ردهم كان بداعي الدفاع عن النفس. وذهبت إلى حد تهديد السلطات اللبنانية من مغبة انتهاك اللائحة الأممية رقم 1701 التي وضعت حدا للعدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان سنة .2006 وحملت خارجية الاحتلال الإسرائيلي السلطات اللبنانية تجدد المواجهات على طول الحدود الدولية بين البلدين وأكدت أن إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين الذين يعملون في المنطقة رفقة القوا ت الدولية بمثابة خرق لنص اللائحة الأممية رقم .1701 واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ووزيره الأول رفيق الحريري المواجهات بمثابة عدوان مبرمج واعتبرا العدوان بمثابة ''انتهاك للسيادة اللبنانية''. وطالب الحريري هيئة الأممالمتحدة والمجموعة الدولية تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقوف عدوانها على لبنان''. ولم تجد قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان المعروفة اختصارا باسم ''يوفينيل'' المكلفة بمراقبة قرار وقف إطلاق النار بين الجانبين أمام هذا الطارئ سوى مطالبة الجانبين إلى مزيد من التعقل. وأقر نيراج سينغ الناطق باسم هذه القوات بوقوع تبادل لإطلاق النار بين الجيش اللبناني والإسرائيلي على مستوى الخط الأزرق في منطقة العدايسة وأضاف أن جنود القوة الدولية متواجدون في المنطقة ويسعون إلى تحديد ظروف اندلاع هذه المواجهة وقال إن الأولوية الآن لاستعادة الأمن في نفس الوقت الذي شرع فيه قائد هذه القوات بالنيابة الجنرال سانتي بوفانتي في اتصالات مع الجانبين في محاولة لتهدئة الأوضاع. وتسعى إسرائيل منذ مدة إلى تأجيج الوضع في جنوب لبنان من خلال انتهاكات متواصلة للأجواء اللبنانية بطائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار بالإضافة إلى الترويج لأخبار ومعلومات كاذبة لإيجاد الذرائع لتبرير أي عملية عسكرية ضد لبنان كان آخرها اتهام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لسوريا بتزويد لبنان بصواريخ ''سكود'' الإيرانية. ولا تفوت وزارة الدفاع الإسرائيلية مناسبة إلا وأكدت أنها ستضرب لبنان في حال تعرضها لنار المقاومة اللبنانية في نفس الوقت الذي يتم فيه تسريب معلومات عبر مقالات صحفية تفيد أن إسرائيل تعتزم شن حرب على لبنان بدعوى وقف تهديدات حزب الله لها بحجة أن عدوان جوان سنة 2006 لم يقض على قوة حزب الله بما يعطي المبررات لشن عدوان آخر جديد.