تجددت المواجهات متقطعة أمس بين الميليشيات المسلحة للفرقاء اللبنانيين رغم قرار الجيش منع مظاهر السلاح في جميع مناطق البلاد وضمن مساعيه لاستعادة الأمن والاستقرار بعد نهاية أسبوع دامية. وأكدت تقارير أمنية لبنانية أمس أن معارك ضارية استعملت فيها الأسلحة الثقيلة اندلعت في شمال العاصمة بيروت بين مسلحي أحزاب الموالاة والمعارضة قبل أن تنتقل عدواها إلى منطقة جنوب شرق العاصمة اللبنانية حيث توجد اغلبية درزية موالية لزعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط. واندلعت هذه المعارك رغم عودة الهدوء الحذر إلى العاصمة بيروت التي عايش سكانها أفظع مشاهد العنف والاقتتال ذهب ضحيته 23 لبنانيا وعشرات المصابين، وقالت مصادر أمنية أن سيدة لبنانية لقيت حتفها أمس في معارك دارت رحاها شمال مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وأصيب خمسة آخرون بجروح متفاوتة. ودفعت ضراوة الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية الخفيفة والثقيلة بقرابة 10 آلاف من سكان هذه المدينة الساحلية الى مغادرتها هربا من عنف المواجهات. وقالت المصادر أن المعارك اندلعت بين مسلحين موالين لقوى 14 آذار المساندة لحكومة السنيورة وجماعة مسلحة علوية كانت موالية لحزب الله قبل أن تنشق عنه. ولم تهدأ المعارك الا بعد وصول تعزيزات الجيش النظامي الذي انتشرت عناصره في المدخل الرئيسي للمدينة، وما أن توقفت معارك مدينة طرابلس حتى اندلعت مواجهات أخرى في منطقة جنوب شرق العاصمة بيروت بين عناصر مسلحة درزية مواليه لزعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط ومسلحين من عناصر حزب الله بزعامة السيد حسن نصرالله. واستعمل المتقاتلون في هذه المواجهات الأسلحة الثقيلة والرشاشات في نفس الوقت الذي كان يسمع دوي انفجارات متتالية في عدة مناطق في بلدة الشويفات. ويأتي اندلاع هذه المواجهات من حين لآخر ومن منطقة لأخرى ليؤكد صعوبة احتواء الوضع بعد ان إنزلق بسرعة البرق باتجاه المجهول وأتون الحرب الأهلية منذ نهاية الأسبوع الأخير. ورغم خروج الجيش اللبناني عن صمته بعد أيام من تفاعل بذور الفتنة في لبنان واعلانه التكفل بالأمور الأمنية في البلاد إلا أن ذلك لم يمنعن تجدد المواجهات المسلحة ضمن مؤشرات توحي أن الفرقاء لايريدون الاذعان لمنطق الحكمة والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يؤجج نار هذه الفتنة التي تؤشر على أن الأوضاع تسير باتجاه مالايحمد عقباه. وكان حزب اللّه اعطى أوامره لمقاتليه بالانسحاب من شوارع العاصمة بيروت والمواقع الاستراتيجية التي إحتلوها هناك ضمن مسعى لتخفيف حدة التوتر وتمكين الجيش النظامي من القيام بمهمته الأمنية على أحسن ما يرام. وقالت مصادرمتابعة لتطورات الأوضاع في لبنان ان جنود الجيش اللبناني احتلت أمس مواقع لها في أهم الطرقات الرئيسية في العاصمة بيروت ضمن خطة لاحتواء الوضع ومنع تكرار تجربة نهاية الأسبوع الماضي التي أعادت الى أذهان اللبنانيين شبح الحرب الأهلية التي دمرت لبنان طيلة 16 عاما. ووصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس ما قامت به الميليشيات المسلحة في اشارة الى مسلحي حزب الله أنه كان أفظع مما قامت به اسرائيل ضد لبنان. وأبدى السنيورة ليونة في مواقفه إزاء حزب الله وكل المعارضة اللبنانية وقال ان القرارات التي اتخذتها حكومته لم يتم تنفيذها مبدئيا، مؤكدا ان الأمل باق لاستعادة السلم والثقة إلى اللبنانيين.