شرعت مديرية الحماية المدنية مؤخرا في عملية تجهيز المراكز الجهوية للتنسيق العملياتي التي تستقبل اتصالات المواطنين، بنظام تسجيل حديث وفعال يمكن له استقبال عشرات المكالمات في وقت واحد، مما سيريح مصالح هذه الأخيرة من مشاكل الاتصالات الوهمية والمزعجة، التي قدرت نسبتها في وقت سابق بنحو 50 بالمائة من مجمل الاتصالات التي تصل هذه المراكز. كشفت مصادر من مديرية الحماية المدنية أن نصف عدد المكالمات التي تصل إلى مراكز التنسيق العملياتي التابع للمديريات الجهوية، هي اتصالات وهمية أو غير جادة، غالبيتها تأتي انطلاقا من خطوط الهواتف المحمولة، ومن حسن حظ أعوان التدخل أن إشارة التحرك بغرض الإنقاذ والإسعاف لا تعطى لهم إلا بعد تأكد أعوان مركز العمليات من صحة الاتصال وذلك من خلال معاودة الاتصال بالشخص الطالب للنجدة للتحقق من هويته وصدق اتصاله. وإذا كانت مصالح المراكز المذكورة قد سجلت منذ نحو سنتين بداية تراجع عدد هذه المكالمات غير الجادة بعد أن قام المتعاملون الثلاث للهاتف النقال وبأمر من سلطة ضبط البريد والاتصالات بضبط هوية أصحاب الشرائح وإلغاء الشرائح غير المحددة الهوية، إلا أن خيار ''الاتصال المخفي'' أو ''المقنع'' الذي يلجأ إليه بعض مستعملي الهاتف المحمول لا زال يثير قلق أعوان مراكز استقبال المكالمات بمراكز التنسيق والعمليات التابعة لمديريات الحماية المدنية، لا سيما وأن هذه الاتصالات تصعب من عملية التأكد من جدية المكالمة، علاوة على أن كثرتها تثير حالة التشبع في الخطوط الهاتفية الخاصة بالحماية المدنية وتحرم بالتالي المواطنين الراغبين في الاتصال بدافع الطوارئ من إجراء اتصالاتهم، مما يسبب المتاعب لكل من المواطن ومصالح الحماية المدنية التي كثيرا ما تتهم بالتماطل أو بالتباطؤ في تنفيذ التدخلات..! ولوضع حد لهذه الظاهرة التي لا يتوانى البعض في وصفها ب''المزاح القاتل'' شرعت مديرية الحماية المدنية مؤخرا في تنصيب أجهزة جديدة لتسجيل المكالمات الهاتفية، وذلك على مستوى بعض المراكز الجهوية على غرار مركز المديرية الجهوية لغرداية، على أن يتم تعميم هذا النظام المتطور على باقي المراكز الجهوية والوحدات الثانوية لاحقا. ويمكن لهذا النظام التكنولوجي أن يحدد مسار كل المكالمات التي تصل إلى مركز التنسيق العملياتي مع قدرته على استقبال 35 مكالمة في آن واحد. كما يسمح نظام التسجيل الشبيه في وظيفته بالعلبة السوداء المركبة على الطائرات، بتدخل تقنيو المديرية العامة للحماية المدنية عن بعد بغرض تقديم المساعدة التقنية وإصلاح أعطاب النظام وذلك في حال حدوث خلل في تسييره على مستوى المراكز الجهوية. وتعمل مراكز التنسيق العملياتية على تخصيص أجهزة استقبال المكالمات مجهزة بلوحة إلكترونية للكشف عن رقم المتصل مع تخصيص مجموعة من الأجهزة لاستقبال المكالمات التي تأتي انطلاقا من الهواتف الثابتة، والتي يتم تحويلها مباشرة لوحدات التدخل الثانوية، وأجهزة أخرى لتلقي الاتصالات الصادرة عن الهواتف المحمولة، والتي تستلزم معاودة الاتصال بصاحب المكالمة تفاديا للوقوع في فخ المكالمات الوهمية. وتبين المتاعب التي تسببها هذه الاتصالات الوهمية التي تصل مصالح الحماية المدنية، أهمية عملية تحديد هوية الشرائح الهاتفية التي فرضتها السلطات العمومية على المتعاملين في خدمة الهاتف المحمول، وذلك لأسباب أمنية من جهة وأسباب تنظيمية من جهة أخرى، مع الإشارة في هذا السياق إلى أن مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2010 الذي ستتم المصادقة عليه قريبا، يفرض غرامات تتراوح مابين 100 ألف و150 ألف دينار ضد كل متعامل، يقوم بتسويق خط هاتفي (شريحة) دون عقد يثبت هوية المشترك.