تتواصل بقصر ''الثقافة والفنون'' لمدينة سكيكدة السهرات الرمضانية الفنية المندرجة في إطار ليالي سكيكدة السابعة للموسيقى الأندلسية حيث أحيت سهرة نهاية الأسبوع سيدة الطرب الأندلسي زكية قارة تركي حفلا متميزا حضره جمع غفير من عشاق الغناء الأندلسي الأصيل. وأمتعت قارة تركي الحضور بأهمّ الأغاني الأندلسية سيما تلك التي يتضمّنها إنتاجها الأخير منها رائعة ''يا ضوء عياني'' التي أبدعت فيها كلّ الإبداع حيث قدّمتها ولأوّل مرة في تاريخ الأغنية الأندلسية في طبع ''زيدان'' بعد أن كانت تؤدي في طبع ''جاركا''، إضافة إلى أغاني ''يارشا الفتّان''، استخبار ''جار عليا الفراق''، ''سلي همومك''، ''أيا مقابل'' و''واحد لغزيّل'' وغيرها من الأغاني التراثية ما بين حوزي وعروبي وأرهاوي، إلى جانب مدائح دينية في مدح خير الأنام والتي أعطتها زكية قارة تركي بصوتها الرائع طابعا متميّزا تنفرد به وهو ما عّبر عنه الحضور الذي أبهر بأدائها وتواضعها فكانت سفيرة الطرب الأندلسي في عاصمة روسيكادا حقيقة ومجازا. من جهتها، أمتعت جمعية ''الأدب والفنون'' للبليدة العائلات السكيكدية بباقة من الأغاني الأندلسية الأصيلة استهلتها بنوبة السلطان وهي عبارة عن توشية ثم مجموعة من انقلابات بدأتها بانقلاب موال ثم انقلاب عراقي وبعدها انقلاب سيكا لتقدّم بعدها ''شمس العشية'' في طابع مغربي شدّ أسماع الحضور إلى حدّ التجاوب معها لتختم حفلها بخلاصات. أما سهرة الجمعة، فقد تميّزت بالحفل الرائع الذي أحياه المطرب العنابي لخضر كسري الذي أمتع العائلات السكيكدية بروائع من أغاني المالوف المستمدة من التراث بدأها بمصدر ''ما بقى في الحي واش'' ثم أتبعها بحوزي ''أنا راني هميم دام'' ليختمها بكوكتيل من طبع ''رهاوي'' تجاوب معها الحضور مما يعكس حب السكيكديين لهذا النوع من الغناء وكذا لكلّ فن أصيل. وخلال دردشة ''المساء'' مع المطرب لخضر كسري أكّد تفاؤله بمستقبل فن المالوف الأصيل بالخصوص وأضاف أنّ وزيرة الثقافة أولت خلال السنوات الأخيرة أهمية كبيرة للأغاني التراثية منها المالوف، وفيما يخص دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف في الحفاظ على التراث فقد أشار إلى أنّه لم يقم بدوره بعد خاصة وأنّ العديد من الفنانين لم يحصلوا بعد على كل مستحقاتهم المالية. كما أحيت في نفس السهرة جمعية ''أحباب الشيخ العربي بن صاري'' من تلمسان حفلا أندلسيا قدمت من خلاله للحضور السكيكدي مجموعة من الأغاني الأندلسية الأصيلة في أداء متناسق وراق.