ودعت مدينة براقي حالة التردد، لتنطلق في تجسيد مشاريع انمائية كبيرة على رأسها التهيئة العمرانية نظرا للتوسع الكبير واستقطابها لخواص خاصة من وسط العاصمة طاب لهم بها المقام وعبروا لنا ''لقد ألفنا براقي وأصبحنا لا نقاوم فراقها نظرا لما تتمتع به من اخضرار وهواء نقي وشوارع واسعة على جوانبها الأشجار مما يشجع على التسوق والحركة وحتى التنزه وقضاء أوقات ممتعة بحديقة براقي التحفة التذكارية والهدية التي رزقت بها المدينة''. زيارتنا لهاته الأخيرة دفعتنا لمعرفة أسرار هذه البسيطة التي تجمع رجالا ونساء وأطفالا وشبابا مستلقين على العشب وآخرين يداعبون الندى ويتأملون أشعة الشمس التي تتخلل الأشجار متسللة لكنها ما تلبث أن تفقد حرارتها ويستسلم أصحابها المستضلون بها للمناجاة والنوم!. وحسب عامل نظافة وتزيين في الحديقة التحق بالعمل في صفوف أعوان البلدية منذ 1972 أيام كانت براقي تابعة لدائرة الحراش إداريا، كشف أن من سبقوه لما تم تحويلهم من حديقة العالية في فترة ما قبل السبعينات وجدوا الحديقة عبارة عن مساحة مسيجة (محاطة) بها نخيل وأشجار الصنوبر، ومقام للشهيد كان حسب ما يظهر خزانا مائيا. سألناه عن قائمة الشهداء فقال إنهم أسماء ل55 شهيدا قدموا أنفسهم فداء للوطن، أحسنت البلدية لتكريمهم بهذا المكان، واختيارها له ليكون الوجهة في المناسبات الرسمية.وقد عبر لنا من وجدناهم أن حديقة براقي تعد واحدة من بين أحسن الحدائق من ناحية النظافة، الصيانة وتوزيع الأشجار والنباتات والعشب الطبيعي.. تشرح صدور زائريها مفتوحة لا توجد فيها حواجز. الحديقة التي وجدنا عمالها وقد أخذ اهتمامهم بها الكثير، منهمكين في السقي، النظافة وحسب ما علمنا أن عددهم يفوق ال10 عمال ينشطون بين الساعة 08 صباحا الى 07 مساء. الحديقة وعلى عكس حدائق بقلب العاصمة تتوفر على دورتي مياه للنساء والرجال مجانية. مما جعل الحديقة عنوانا للقاء وضرب المواعيد. تواجدها الى جانب محيط مجمع إداري مقر الدائرة، البلدية، الشرطة، عيادة متعددة الخدمات قرب السوق البلدي للخضر والفواكه ناهيك عن المحلات وعيادات التمريض والمختبرات ودكاكين تعددت نشاطاتها، وما نسجله الأمن الذي لا ينكره جاحد ففي براقي لا يظلم أحدا، والحديقة المكان المفضل لقضاء سويعات الانتظار يمرح بها الصغار وتغدو فتيات المدينة وعجائزها بل يتخذونها مسلكا مما جعلها بحق مزارا تجدد فيه الانفاس. وقد علمنا أنه لم تسجل بالحديقة أية عمليات اعتداء على النساء والرجال شأنها في ذلك شأن المدينة وخير ما ختمنا به زيارتنا لهذه الآية الربانية بقلب المدينة، وقوفنا عند عين بالحديقة ينعش ماؤها الزوار ويعشقها الكبار حد الثمالة والصغار يشربون من مائها كما الكبار فهي عين البرد والسلام من يصل إلى القرب منها ويمسه ماؤها سيعود لها حتما. للإشارة ببراقيالمدينة حدائق لا يتجاوز عددها أصابع اليد منها واحدة بحوش ميهوب تحتاج لمزيد من العناية. تشييد حدائق جوارية يسعد العائلات خاصة تلك التي تقيم في العمارات ويحتاج أهلها لمتنفس وملاذ يغيرون فيه الأجواء من حين لآخر.