نشبت مواجهات عنيفة أمس بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة بعد استشهاد شاب فلسطيني على يد نيران حراس مستوطنين يهود تسببت أيضا في إصابة خمسة فلسطينيين آخرين. وبدأت المواجهات اثر اقتحام القوات الإسرائيلية وعناصر من القوات الخاصة بحماية المستوطنين اليهود فجر أمس بلدة سلوان وقامت بإطلاق النار على الفلسطينيين بشكل مباشر مما أدى إلى استشهاد سامر سرحان وهو شاب في الثلاثين من العمر وأب لخمسة أطفال وإصابة آخرين بجروح خطيرة. وتجددت المواجهات بين المواطنين الفلسطينيين من جهة وقوات الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في العديد من أحياء البلدة الواقعة في القدسالشرقية. وفور اندلاع المواجهات انتشرت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال محاصرة بلدة سلوان قابلها الفلسطينيون برشقهم بالحجارة سلاحهم الوحيد في الدفاع عن أنفسهم.وأدانت السلطة الفلسطينية بشدة هذه العملية ورأت في توقيتها خطرا على جهود عملية السلام المهددة أصلا بالانهيار بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت المصر على مواصلة الأنشطة الاستيطانية. وهو ما جعل ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يؤكد ان ''إسرائيل لا ترغب في تحقيق السلام مع الفلسطينيين كونها استبدلت ذلك بعمليات عدوانية تستهدف الأرض والشعب الفلسطيني لأنها لا يمكن أن تكون طرفا في عملية سلام''. وقال عبد ربه ''إن العدوان الإسرائيلي ينعكس في فتح باب الاستيطان على أرضنا المحتلة ومن خلال التضييق وأشكال الانتهاكات التي نشهدها خاصة في القدس''. وجاءت تصريحات المسؤول الفلسطيني تعليقا على استشهاد الشاب الفلسطيني في الهجوم الذي شنته القوات الخاصة بحماية المستوطنين داعيا في الوقت نفسه القوى الوطنية إلى توحيد صفوفهم وراء منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة مخططات الحكومة الإسرائيلية ضد جميع الفلسطينيين . كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الإسرائيليين يجمعون على عدم تجديد ما سمي بالوقف المؤقت للبناء في المستوطنات، محذرا من أن هؤلاء يريدون فتح الباب أمام عملية استيطان وحشية على نطاق واسع. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عملية سلام كل المؤشرات تشير إلى فشلها ألحت اللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الأوسط على ضرورة أن تمدد إسرائيل من مهلة تجميد الاستيطان لوقت إضافي. واعتبرت اللجنة التي تضم كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا في بيان على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية مهلة التجميد التي كانت أقرتها حكومة الاحتلال منذ شهر نوفمبر الماضي وتنتهي يوم الأحد المقبل كان لها صدى ايجابي ودعت إسرائيل إلى تمديد التجميد. وتأتي دعوة اللجنة الرباعية في الوقت الذي اعتبر فيه أبو ردينة المتحدث باسم السلطة الفلسطينية العشرة الأيام القادمة حاسمة لأنه خلالها سيتحدد مصير مفاوضات السلام. وقال ''إن هناك جهودا كبيرة دولية وإقليمية تبذل الآن ... إلا أنه لم يتحقق اختراق في هذا الموضوع''. وجدد أبو ردينة الموجود في نيويورك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ''أن الموقف الفلسطيني لا يزال ملتزما بعملية السلام دون استمرار الاستيطان الذي يجب وقفه أو استمرار تجميده من أجل أن تستمر المفاوضات''.