دعا المشاركون في أشغال المائدة المستديرة التي احتضنها منتدى ''المجاهد'' أمس حول ''ظاهرة العنف في الوسط الحضري''، إلى ضرورة التعجيل بإرساء استراتيجية وطنية بمساهمة مختلف الفاعلين الذين لهم صلة بالموضوع لوضع حد لهذه الظاهرة التي أخذت منعرجا خطيرا خلال السنوات الأخيرة. وأجمع المشاركون الذين يمثلون عدة جهات وهيئات رسمية وجمعوية تنشط في ميدان مكافحة العنف والانحلال الاجتماعي على وجوب توحيد جهود الجميع في مواجهة هذه الآفة التي تنخر المجتمع، معتبرين أن المحاولات الفردية التي تبادر بها بعض الأطراف في هذا السياق لم تعد تجدي نفعا أمام التطور الرهيب الذي عرفته ظاهرة العنف في الأوساط الحضرية خاصة بعدما صارت منظمة أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الإطار، أكد السيد بحبوح (إطار بوزارة الشباب والرياضة) على أهمية العناية بشريحة الشباب المهمشة من خلال اشراكهم في برامج الترفية والتكوين المسطرة ميدانيا وفتح قنوات للتواصل مع هؤلاء الشباب للاستماع لانشغالاتهم وتلبية حاجاتهم التي تدفعهم لانتهاج العنف لإثبات وجودهم. كما أشار المتحدث إلى الدور الهام الذي تلعبه الرياضة الجوارية في حماية الشباب والأطفال على وجه الخصوص وتجنيبهم الدخول في دوامة العنف، مذكرا في هذا الشأن بمختلف السياسات والبرامج التي سطرتها الوزارة في هذا المجال والتي تدل على الحرص الكبير الذي توليه الدولة للارتقاء بفئة الشباب وحمايتهم من الآفات والمخاطر. وعن الجانب الجمعوي تطرق رئيس جمعية رعاية الشباب وحمايتهم من الادمان على المخدرات السيد عبد الرحمان عبيدات الى مخاطر هذه الظاهرة على المجتمع وكيفيات الوقاية والتقليل من أشكال العنف على جميع المستويات كالأحياء والمدارس والملاعب... وغيرها. مشددا على ضرورة توحيد جهود الجمعيات والمنظمات الناشطة في الميدان قصد التقليل من الانحلال الخلقي والتفسخ الاجتماعي. وذكر السيد عبيدات بالجهود الجبارة التي تبذلها جمعية رعاية الشباب في التكفل بهذا الملف من خلال حملات التحسيس التي تطلقها عبر المدارس والأحياء الشعبية وفي الجامعات وحتى في الأوساط العقابية، وهذا للتوعية بمخاطر هذه الآفة وانعكاساتها السلبية على المجتمع.كما أشار رئيس جمعية ''أولاد الحومة'' عضو اللجنة الوطنية للعنف في الملاعب السيد برقي عبد الرحمان الى غياب التنسيق والتواصل اللازمين بين الشركاء المعنيين بإيجاد حلول لظاهرة العنف بمعناها الواسع، مؤكدا غياب استراتيجية واضحة المعالم للتحرك في أقرب الآجال لتدارك الوضع. كما ركز السيد برقي على دور المواطن السلبي الذي فسح المجال واسعا لتنامي الظاهرة، كونه لا يساهم في بحث الأسباب المؤدية الى العنف واشراك دوره في اقتراح الحلول الهادفة للتقليل منه. ومن جهة أخرى، دعا الأمين العام لحركة الاصلاح الوطني السيد جمال بن عبد السلام الى وجوب اعتماد مقاربات جادة لمواجهة العنف الاجتماعي من خلال إعداد دراسات معمقة عن أسباب تنامي الظاهرة في المجتمع، دون إغفال تناول التركيبة الاجتماعية والثقافية والسياسية للفرد للحصول على تشخيص دقيق للوضع بما يحدد نقاط التدخل. كما اقترح بن عبد السلام فتح نقاش وطني مستمر تشارك فيه المؤسسات الرسمية بكل ثقلها ومؤسسات المجتمع المدني لتسليط الضوء أكثر على الآفة. وشدد على أهمية تأهيل الموارد البشرية الموظفة في هذا المجال لايجاد حلول ناجعة تقلص من رقعة العنف وتمنع الظاهرة من استقطاب شباب آخرين. وقال الأمين العام لحركة الاصلاح الوطني إن البرنامج السياسي للحركة يحمل عدة حلول كفيلة بمواجهة الظاهرة، مضيفا أن الحركة تشرع حاليا في التحضر لورشة خاصة بإعداد برنامج تكوين اطارات شبانية كمبادرة منها للمشاركة في الجهود الوطنية الرامية إلى استئصال العنف.