كثر الحديث في السنوات الأخيرة بالجزائر وفي العديد من دول العالم عن مشكل غزو الهوائيات المقعرة ''البرابول'' لأسطح وشرفات المنازل والعمارات وتشويهها لجمال المحيط. ومازال التفكير قائما في كيفية القضاء على هذه الظاهرة... فالأمر ليس بالهين، ولايمكن تصور اللجوء إلى نزعها لأنها أصبحت بمثابة نافذة على العالم لا يمكن لأحد الاستغناء عنها، السيد الأسعد بوعيشة من مدينة أولاد جلال ولاية بسكرة اقترح حلا معقولا، وذلك بتحويله ''البرابول'' إلى لوحة فنية جمالية تجعل من مناظر الشرفات وأسطح المنازل المملوءة بهذه الهوائيات معارض فنية مفتوحة على الشارع وعلى مدار كامل السنة. ولمعرفة تفاصيل الفكرة كان لنا لقاء مع الأسعد بوعيشة المدعو أبو زكرياء. الانطباع الأول الذي تسجله عند لقائك المبدع أبو زكرياء إصراره غير العادي لإنجاح ابتكاراته، وترى بريقا في عينيه يدعوك لمعرفة المزيد عنه كإنسان وكمبدع، خلال لقائنا هذا تحدثنا عن آخر ابتكاراته والمتمثل في غطاء الصحن المقعر. يقول إن الفكرة تعود لسنوات مضت، حيث شاءت الأقدار أن يأتي للجزائر العاصمة في مهمة وأضطرته الظروف للمبيت بأحد الفنادق، فتح شباك شرفة الغرفة وإذ بعينه الفنية تقع على منظر تواجد الكثير من الصحون المقعرة المعلقة بشرفات أسطح العمارات والمنازل القريبة من الفندق، أزعجه المنظر لاسيما وأن أغلب هذه البنايات جميلة لأنها تعود لعقود مرت، وهي بذلك تحكي تاريخ الجزائر، حزن كثيرا لهذه المشاهد لكنه لم يكتف بذلك بل بدأ يفكر في حل عملي بعقل الفنان المبدع، وتوصل لفكرة الرسم على الصحون المقعرة كمرحلة أولى لم تنجح ولم تلق رواجا لأنها تتطلب من المواطن دفع مقابل والبحث عن رسام يتقن إنجاز لوحات تشكيلية فنية على هذه الأجهزة، وبعد مرور سنوات توصل لفكرة أفضل تتمثل في إنجاز غطاء للهوائيات. وهو غطاء قماشي خاص لايؤثر على نوعية استقبال الصحن المقعر وفي نفس الوقت تطبع عليه صور ورسومات مختلفة، بحيث يكون هذا الغطاء سهل التركيب ولا يتجاوز سعره في السوق مائتي دينار(200 دج) كأقصى تقدير، وإن وجد من المؤسسات سواء العمومية أو الخاصة المهتمة بالبيئة وتجميل المحيط من يدعم المشروع يمكن أن يخفض السعر إلى مبلغ رمزي لا يذكر، وبذلك يقتنيه كل الجزائريين مما يحول مدن الجزائر إلى معارض فنية مفتوحة على مدار السنة، فيمكن أن توضع على الأغطية مناظر طبيعية وجمالية من الجزائر، وقد شاهدنا المشروع مجسدا بمنزل المعني وبعض الجيران، ووقفنا فعلا على أهمية وخصوصية هذا الابتكار الجزائري الذي ينتظر الدعم. ولمحدثنا إبداعات أخرى في مجال الرياضة وكذا الألعاب الفكرية، حيث ابتكر لعبة سماها ''لعبة الفرسان''، ولم ينس الأطفال إذ له العديد من النصوص القصصية والمسرحية وألعاب ذكاء موجهة لهم-.