الهوائيات انتشرت كالفطريات عبر المدن دخلت تعليمة والي العاصمة القاضية بمنع تركيب الهوائيات المقعّرة ومكيفات التبريد على شرفات البنايات حيّز التنفيذ بالجزائر العاصمة التي تم اختيارها كمدينة نموذجية في انتظار تعميمها على المدن الكبرى بهدف المحافظة على الواجهة العامة للشوارع الكبرى في الجزائر. * * هوائيات ومكيفات جماعية لتنظيف المدن من الفوضى * انطلق منذ حوالي شهر مكتب دراسات خاص منضوي تحت لواء بلدية القصبة بالعاصمة في أشغال نزع مكيفات التبريد والهوائيات المقعرة المركّبة على شرفات البنايات المتواجدة بشارع أول نوفمبر بساحة الشهداء في إطار التعليمة الصادرة عن والي العاصمة محمد الكبير عدو القاضية بمنع تركيب "البرابول والكليماتيزور" على شرفات واجهة العاصمة بهدف تحسين الواجهة العامة لعاصمة البلاد قبل تعميمها على المدن الأخرى اقتداء بالدول المتقدمة. * وفضلا على السكنات المتواجدة بشارع أول نوفمبر فقد أزيلت مؤخرا كل المكيفات المركّبة على مستوى الهيئات الرسمية على غرار صندوق الضمان الإجتماعي للعمال الأجراء والمنظمة العالمية لمعطوبي حرب التحرير وقباضة الضرائب لساحة الشهداء وكذا الخزينة العمومية التي تقرر فيها تركيب مكيف مركزي على مستوى الطابق السفلي للبناية. * فيما يعكف حاليا عدد من أعوان الشرطة رفقة موظفين من بلديات القصبة الجزائر الوسطى وباب الواد في إخطار المواطنين بضرورة نزع المكيفات الهوائية والهوائيات المقعّرة من على شرفاتهم بهدف تحسين الواجهة العامة للعاصمة من جهة والتقليل من الآثار السلبية الناجمة عنها والمؤثّرة على البيئة بالدرجة الأولى. * وكبديل للهوائيات المقعّرة ستتجه الجزائر مستقبلا نحو اعتماد الهوائيات الجماعية المشتركة ليدفع المواطنون حق الإشتراك عن طريق البطاقة الإكترونية شأن ذلك الأعباء الخاصة بالكهرباء و الغاز. وبخصوص مكيفات التبريد فقد تقرر تعويض تلك الأجهزة المركبة على مستوى الهيئات الرسمية بأجهزة مركزية مشتركة. * من جهة أخرى، اصطدمت تعليمة والي العاصمة بردود أفعال متباينة من قبل العاصميين الذين استجوبتهم "الشروق اليومي"، فبينما يرى بعضهم أنها مشرّفة للعاصمة مدعمين أقوالهم بمقارنة خفيفة بوضعية شارع العربي بن مهيدي بالجزائر الوسطى والصورة الحسنة التي أضحت تطبع شارع 1نوفمبر بساحة الشهداء التي تخلصت منها. * وتحدّث لنا أغلب المواطنين بنبرة كلّها تذمر واستياء من السّلطات على هذه القرارات التي وصفوها ب"العشوائية والإرتجالية"، ففي هذا الصدد تساءل صاحب مكتب توثيق بساحة الشهداء (الذي مسه القرار بالدرجة الأولى) عن سبب اختيار هذا الظرف بالذات ولم تمس الوزارات والهيئات الرسمية الأخرى ولماذا لم يوفّر البديل قبل الشروع في تنفيذ التعليمة التي ذاع صيتها منذ سنوات؟ وباعتباره رجل قانون فإنه يرى أن القرار يجب أن يكون في آخر مرحلة، مقترحا في نفس الوقت توفير مكيّفات مركزية على مستوى كل بناية سكنية وقال الموثّق "أنا شخصيا أعتبر هذا الأمر مساسا بحرية التعبير وحقوق المواطنين ويتنافى تماما وشعار رئيس الجمهورية". * فيما صرّح بعض الشباب "لم نصدّق أننا نعمنا بالتكنولوجيا في السنوات الأخيرة وتمتّعنا بمكيّفات هوائية لمرحلة ما، لتُصدر السّلطات قرارا بهذا الشأن، أليس الأجدر بمسؤولينا تحسين واجهة العاصمة عن طريق رفع النفايات والقمامات المنتشرة في أغلب الأزقة والشوارع، ثم توفير المراحيض العمومية على مستوى العمارات للتخّلص من ظاهرة المراحيض على الهواء الطّلق". وقالت إطار بشركة الخطوط الجوية الجزائرية "هل نحن مع الحضارة والتكنولوجيا.. هناك أولويات أخرى قبل البت في منع التفتح على العالم، تجهيزات الإعلام الآلي تتطلب أجهزة تكييف وإلا فهي أيضا معرضة للتلّف.. فما هو البديل". *