نظمت أمسية أدبية سهرة يوم الخميس الأخير بالمركز الثقافي الجزائري بباريس حول موضوع الإصدار والنشر في الجزائر. ومكن هذا اللقاء الذي عقد بمناسبة الذكرى ال10 لإنشاء منشورات البرزخ والذي جمع رجال أدب منهم نور الدين سعدي وناشرين وشباب مبدعين بحضور مدير المركز الروائي يسمينة خضرة، من تقييم وضعية الأدب الجزائري المعاصر ووضع لبنة إضافية تساعد على عمل عمومي مشجع على مسار الإنتاج ونشر الأدب في كل مجالاته. (وأ) كما تم التطرق إلى مختلف المراحل التي ميزت مسار النشر في الجزائر واحتكار الدولة وبروز النشر الخاص بحضور جمهور كبير جاء لحضور النقاش. وأشار السيد سفيان حجاج مؤسس منشورات ''البرزخ'' أن استراتيجية المنشورات التي يسيرها مناصفة جاءت قبل كل شيء بالإضافة إلى النوعية الأدبية للنص ''لإسماع صوت الجزائريين من الأنواع الجدية والتعبير عن تنوع هذا البلد''. وذكر بأنه تم اكتشاف العديد من المواهب مثل المهدي اشرشور ومصطفى بن فوضيل وحبيب أيوب أو المعربين على غرار بشير مفتي. وتأسف سفيان حجاج بهذه المناسبة لوضعية النشر في الجزائر مشيرا إلى ''غياب الناشرين الحقيقيين'' وأشار إلى أن النشر بالمعنى العالمي للكلمة هو عمل لإعادة قراءة حول الكتاب ''وهو شيء غير موجود''. وقدمت كوثر عظيمي التي دعيت لحضور هذه الأمسية الأدبية وهي كاتبة جزائرية ولدت سنة 1986 بالجزائر العاصمة وطالبة في الأدب بباريس روايتها الأولى التي نشرت مؤخرا بدار النشر البرزخ. ويروي المؤلف قصة عائلة تقطن بحي شعبي بالجزائر العاصمة تشهد اضطرابات عدة يعود سببها لا سيما إلى الاختلاط والظروف المعيشية السيئة التي نجمت عنها عزلة الأشخاص وصعوبة العيش. ولدى تدخله خلال النقاش ذكر الكاتب نور الدين سعدي خصوصيات الأدب الجزائري التي تعود إلى اللغات المختلفة (العربية والفرنسية والأمازيغية) والتي تجعلها ثرية سواء من حيث السرد أو من حيث الجانب الجمالي. وللتذكير فقد منحت سفارة هولندابالجزائر العاصمة في سبتمبر الفارط الجائزة الكبرى 2010 لمؤسسة الأمير كلاوس من أجل الثقافة والتنمية لمنشورات البرزخ في الجزائر. وحسب توصيات لجنة التحكيم فإن الجائزة الكبرى للأمير كلاوس ''تعد بمثابة تكريم لدار النشر البرزخ لكونها فتحت المجال للأصوات الجزائرية وفتحت فضاء تفكير ضروري حول الحقائق الجزائرية ولكونها شيدت جسرا بين اللغات والثقافات المختلفة وألغت بشكل ابداعي تهديد العزل الثقافي للوطن''.