في جلسة حميمية بحضور نخبة من المهتمين بالحقل الأدبي الجزائري استضاف فضاء نون أول أمس الأديب الجزائري مالك علولة بدعوة من منشورات البرزخ، التي أعادت مؤخرا نشر 3 دواوينه الشعرية الأولى التي نفدت منذ فترة، ورغم أن الشاعر القاص مالك علولة شقيق المبدع الراحل عبد القادر علولة يشكل تجربة فريدة إبداعيا غير أنه للأسف همش ونسي في الجزائر. وفي بداية اللقاء أوضحت مديرة فضاء نون السيدة نصيرة أن حضور المبدع مالك علولة إلى الجزائر يشكل حدثا أدبيا مميزا وفرصة سانحة بمبادرة من منشورات البرزخ للتعريف به للجيل الجديد من المهتمين بالشعر والرواية والقصة وبشكل كتابه الجديد "صرخة طرزان" الصادر عن البرزخ نشيد للطفولة ومدينته وهران وميزته مجموعته القصصية أنه يحكي طفولته دون الحنين ويغوص في المرحلة الكولونيالية دون خوف وتشعره العودة بالسعادة• من جهته أشار سفيان حجاج مدير منشورات البرزخ أن إعادة نشر إصدار مؤلفات مالك علولة هي رغبة من دار البرزخ للتعريف بهذا المبدع الإشكالي المحتشم الحضور الذي يجهل عنه الكثير في الجزائر رغم أنه يشكل تجربة مهمة روائيا لكنه يفضل البقاء بعيدا عن الأضواء والصخب الإعلامي• وثمن المبدع مالك علولة من جهته حضوره إلى الجزائر بدعوة من مدير منشورات البرزخ سفيان حجاج واعتبر الحضور خير منصت لنصوصه لأن الاحتكاك مع صدق وتجاوب الجمهور مباشرة يضفى إلى النصوص حياة وأثار في سياقها أن أولى نصوصه الشعرية التي نشرت بالجزائر كانت عام 1979 وبمجموعة القصصية "صرخة طرزان، ليلة في قرية وهرانية" اكتملت الحلقة لديه وعن سر اختيار عنوان "صرخة طرزان" أوضح أنه عنوان أول فيلم شاهده خلال الفترة الاستعمارية بوهران وكان الجمهور من الجزائريين والأقدام السوداء وأشار أنه تولدت لديه حصانة ومقاومة في مواجهة اللغة الفرنسية لأن لغته الأصلية الأم هي العربية التي كانت قاصرة في النظرة والقوانين الكولونيالية وقال أنه حاول إتقان اللغة الفرنسية ليتخلص من العقدة اللغوية وحتى لا يقع في فخها، وعن اغتيال شقيقه المبدع المسرحي عبد القادر علولة أوضح أنه فقد نصفه الثاني وجزء مهم من ذكرياته واستعرض بعض ذكرياته مع شقيقه في الطفولة بحنين جارف ودموع محتبسة• كما يعترف أن نصوصه القصصية والشعرية فيها مزيج من الحزن والفرح وتناقضات الوجود ويوضح الروائي مالك علولة أن اللغة العربية الدارجة جميلة ومفعمة بالإحساس النابض باعتبار أنه جد حساس لموسيقى الكلمات ويعترف "لم أنقطع أبدا عن لغتي العربية رغم أنني أعيش في الغرب"• واستمتع الحضور بقراءات رائعة لمالك علولة العائد بنصوص تفيض بالوعي والحنين وبالشعر والبراءة لمجابهة النسيان•