صدرت مؤخرا مجموعة شعرية للشاعرة »سمراء العربي« تحت عنوان »رسائل«، وهي المجموعة الشعرية التي قدم لها الطاهر يحياوي، وجاءت حسب تقديم الشاعرة لتكون »رسائل حب وورد وود الى أولئك الذين تحطمت آمالهم وأحلامهم على صخرة الواقع لينبثقوا من رماد التشظي«. المجموعة الشعرية »رسائل« وصفها الطاهر يحياوي ب»الدهشة هي الميزة الأعلى في شعر سمراء العربي، فالقصيدة تنبثق من حالة خاصة أو اعتيادية، وحتى من صياغة تجربة قديمة«. ويضيف الطاهر يحياوي في تقديمه لشعر سمراء العربي قائلا »فالقصيدة تولد على يديها، كما يولد التشكيل على يد الأطفال، أو البارعين الكبار بتلقائية وعفوية«. ويعقب على شعرها بقوله » ومنذ البداية يبادرك النص بوهج وحرارة وانفعال وتوتر وتداخل، فتدهشك وهي تهجم على الحالة الشعرية وتطوقها وتنسجها في قصيدة تتشابه بدايتها ومدها ونهايتها، في حالة شعرية تكاد أن تكون واحدة«. ولنذهب مع الطاهر يحياوي لنكتشف الشاعرة في قصيدتها التي تتصدر المجموعة تحت عنوان »الراهب الدجال« تقول هذه القصيدة: ''في حينا محتال الراهب الدجال يرقص على الحبلين ظن أنه فنان'' هذا المقطع الأول من القصيدة، يعتمد على السرد القصصي الإخباري بلغة بسيطة، حيث يقول : '' الراهب الدجال في نظر الناس هو إنسان هو الحيكم هو لقمان يصوم يصلي ويزرع الخير في كل مكان '' ومن خلال العنوان والكلمات الأولى لهذه القصيدة، نكتشف النتيجة ونهاية القصة، فعنوان القصيدة »الراهب الدجال«، وهذا يعطينا نظرة مسبقة عن فحوى القصيدة، أي المظهر الذي لا يتطابق والجوهر، الظهور بالورع والدين والاستقامة والإنسان بكل أبعاده، إلا أنه في حقيقته »ذئب في ثياب«.. »في الليل يتحول الى ذئب محتال، يمارس السحر والشعوذة، ويمضي بقية الليل، يتسكع بين الأحضان، يترك آثار أقدامه، يترك شباب أيامه، في ذات المكان، ثم يصحو لينام ويبدأ من جديد، يعود إلى بيته، كأن شيئا ما كان«. هكذا تكتمل »القصيدة« وتنتهي القصة والتي قال عنها الأستاذ الطاهر يحياوي في تقديمه: والقصيدة عندها: » تأخذك نفسا في موجتها الشعرية، لينقلب مد القصيدة في بعده ومده ومعناه، وأحيانا في مبناه، فتأتي القصيدة موجتين، وينقلب موجها الثاني على الأول وتتغير الوجهة وتحدث المفاجأة التي تحتبس لها الأنفاس، لتعقبها النشوة«. نترك الأستاذ الطاهر يحياوي الذي انحبست أنفاسه وأعقبتها النشوة الشعرية، لننتقل مع »القصيدة« الثانية التي تحمل عنوان »عبد الذات« والتي افتتحتها بتقديم تقول فيه »الى صاحب الجلالة عبد الذات صديقي الذي تعرفون«... تقول القصيدة : » ياسادة أخبركم عن رغبتي عن حدود أقصى أمنيتي أنا ما خلقت للحرب والحرب لا تعنيني إنها تفسد مزاجي وتفصل عني خاصرتي''... ثم تأتي »القصيدة« الثالثة تحت عنوان »الانتهازي« و»قصيدة« توضيح، و»رجل أمي« و»رنين الجراح« والتي نحس فيها ونصغي لأجراس الشعر، بل نتلمس بعض الصور الشاعرة كقولها: » كنت آخر من تفكر في الرحيل تاركة ورائي.. ألف حريق.. وحريق اليوم صرت أنت من تداهمني كل حين«... إلى قولها : '' وكم يروقك يا هذا أن تسرق الجمر من حنايا الروح '' وتأتي بعد هذه القصيدة، قصيدة »الكاذبون« و»من أكل العنب؟« و»زيارة« وقصيدة »الجسد العليل«. القصائد التي تحتويها المجموعة 37 قصيدة آخرها الجامعة العربية. المجموعة من القطع العادي صدرت عن دار الأوطان غلافها مزين بالحمام وبصورة للشاعرة.