ها هو رئيس حكومة الكيان الصهيوني يقولها بملء الفم ''لقد طرحنا في السر شرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل مقابل التجميد المؤقت للإستيطان.. وها نحن نقولها اليوم جهارا نهارا''. وبهذا التصريح الذي جاء متزامنا مع قانون الجنسية وإجراءات الولاء لإسرائيل ''اليهودية الديمقراطية'' يكون المراهنون على السلام كما يحلمون به قد تبخر، ويكون الإسرائيليون قد دكوا في عملية السلام آخر آسفين تمهيدا لاتخاذ الإجراءات النهائية لتهويد فلسطين. وللمرة الألف نقول بأن الاستراتيجية التي استحدث على أساسها الكيان الصهيوني ترمي إلى تهويد فلسطين، كل فلسطين تمهيدا بعودة المسيح عليه السلام بعد تجمع اليهود فيها، وهذه عقيدة المسيحية الصهيونية الحليفة لإسرائيل ومناصرتها سياسيا ودبلوماسيا وماليا وعسكريا... ألم يعز المتطرفون الصهاينة مرض شارون إلى لعنة حلت به بعد قراره الانسحاب من غزة من طرف واحد؟ فلم لم يكن هذا الطرح سببا للطرف العربي والفلسطيني بالتحديد لإدراك الواقع كما هو والإقرار بأن إسرائيل لم تغرس في قلب الأمة العربية إلا للتمكين لدولة يهودية عنصرية تحقيقا لنبوءة توراتية لا يحق لأي كان أن يعارضها أو يحول دون تحقيقها حتى وإن كان رئيسا للولايات المتحدة نفسها. ألم يحن للطرف العربي أن يدرك أن وتيرة تهويد فلسطين تسارعت في ظل المفاوضات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالقضية بعد أن كانت المقاومة الصخرة التي تحطمت عليها كثير من المحاولات والمؤامرات للوصول إلى ما وصلت إليه القضية اليوم والتي ضيعت الأرض والحقوق التي اندلعت من أجلها حرب التحرير الفلسطينية...