إنه صاحب الكمان الأبيض، فنان له وزن في الساحة الغنائية الجزائرية، وحضور قوي في العالمية أيضا، فقد وقع العشرات من الحفلات الناجحة خارج الوطن، استطاع من خلالها أن يقدم مزيجا فنيا بين الأندلسي والفلامنكو الذي يجيده، إنه الفنان الجزائري حمدي بناني الذي استضفناه لننقل لكم هذا الحوار... ''المساء'': ما هو جديدك الفني؟ حمدي بناني: قمت بتسجيل 16 قرصا تضم الجديد والقديم من الأعمال الفنية بها المالوف، الحوزي، المدح، السجول، كما قمت بإخراج كتاب عن حياتي أطلقت عليه اسم »حمدي بناني الملك الأبيض«، وهو للكاتب كمال دردور أما الطباعة فللديوان الوطني لحقوق المؤلف، ويتطرق الى حياتي من 1956 الى يومنا هذا أي مسيرة 54 سنة فن. ما هي أسماء الشيوخ الذين سجلت لهم؟ هناك العديد من الأسماء ومنها ابن محجوبة، ابن تريكي، ابن مسايب، ابن قنون، معسكري. تشكل ثنائيا رائعا مع كمال، ما تعليقك؟ ابني كمال سار مسيرة 15 سنة في المجال الفني الى جانبي، تعلم مني الكثير من الأشياء وسجلت معه الكثير من الديوهات التي أحبها الجمهور بعمق، خاصة ان كمال ما شاء الله صوت وعزف وحضور أيضا، كما أن صوته الحاني يأخذني بعيدا حيث أرحل معه حين يغني، علاوة على أنه يستحي ولا يغني إلا إذا طلبت منه ذلك، ومن بين الأعمال التي قدمناها سويا » بالله يا حمامي«، »حرمت بك نعاسي«، »يا نائم كف المنام«. كيف تقيم العلاقة بينك وبين جمهورك؟ يبتسم وبتعابير الفرحة يقول - بداية أنا لا أستطيع الغناء بدونه، فهو الذي يعطيني ملكة الغرام والذوق والهيام، فكلما استقبلت تصفيقات وزغرودات زاد منسوب الشجاعة بداخلي، فهو يساعدني على التواصل معه ويعطيني إشارة قابلية الاستمتاع والمتعة، ولا أخفيكم أنني أركب كل سهراتي على جمهوري، فهو يعطيني التشجيع وأنا أهبه الأحاسيس. 50 سنة كاملة من العطاء، هل تظن أنك قدمت كل شيء؟ بالفعل، لقد مرت خمسون سنة كاملة على مشواري الفني، قدمت فيها العديد من الأعمال على غرار المالوف، الحوزي، المدح، المحجوز، والزنداني والفلامنكو وغيرها من الطبوع، لكنني مازلت أشعر أن لدي الجديد دائما، وفي كل مرة أنوع فيه. كيف تفسر هذا التنويع؟ يحدث التنويع إذا كان عنصر الإبداع حاضرا، بحيث أقدم العمل الواحد مثلا بأوجه مختلفة ولكل وجه خاصية جمالية منفردة، كأغنية »يا أرض الجمال« التي قدمتها بطريقتي الخاصة وأحبها الجمهور كثيرا.