تبقى عملية تسريب المعلومات التي قام بها موقع ويكليكس رغم جرأتها تثير الكثير من التساؤلات ليس حول صدقية الوثائق المسربة ولكن حول الغاية منها والجهات الخفية الواقفة وراءها والأغراض التي تريد تحقيقها. وهي أسئلة وأخرى يطرحها المتتبع البسيط رغم أن صاحب هذا الموقع الاسترالي جوليان اسانج أكد أمس انه أراد فقط إظهار حقيقة الحرب في العراق في تبرير لم يطفئ شغف المتتبعين الذين يطرحون سؤالا جوهريا، من أين يأتي بكل هذا السيل من الوثائق رغم خطورتها وسريتها وتاريخ إصدارها؟ ولأي حسابات سياسية أو جهات يعمل هذا الاسترالي الشاب المقيم بالعاصمة السويدية ويملك قواعد خلفية لموقعه في ايسلندا؟ ورغم الاتهامات التي وجهت له مؤخرا بالتحرش الجنسي والضرب ضد نساء، مباشرة بعد سلسلة التسريبات التي قام بها بداية الصيف الماضي حول الحرب في أفغانستان، إلا انه تمسك بموقفه وقال إنه سينشر حقائق أفظع عن الحرب في العراق وأن الزعم بمتابعته قضائيا لم يكن سوى مؤامرة لن تثنيه عن إتمام هذه المهمة. بل إن اسانج لم يكتف أمس بذلك وقال انه سيكشف قريبا عن حقائق عسكرية عن الحرب الدائرة في أفغانستان. وقال الناطق باسم ويكليكس كريستن هرافنسن خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس أن موقعه انتهى مؤخرا من معالجة 15 ألف وثيقة سرية تضاف إلى 77 ألف وثيقة سبق أن نشرها بداية شهر جويلية الماضي. وتكون تسريبات اول أمس اكبر عملية من نوعها في التاريخ كما أكد على ذلك صاحب ويكليكس والتي جعلت البنتاغون الأمريكي يعيش حالة استنفار حقيقية وعمد حتى إلى تحذير وسائل الإعلام الدولية من مغبة الترويج للمعلومات المسربة. وتكون حذاقة الرجل هي التي جعلته يدعو قنوات تلفزيونية معروفة وصحفا دولية ذات وزن عالمي للاطلاع على هذه الوثائق حتى قبل نشرها على موقعه.