يعاني سكان حي 988 مسكنا ''دابوسي'' التابع لوكالة عدل بدرارية، من الغياب الكلي للربط بالكهرباء في العمارات التي تم توزيعها عليهم منذ أكثر من شهرين، ويتساءلون عن سبب استمرار هذه المعاناة بالرغم من انتهاء اشغال تركيب الشبكة الكهربائية بكل تجهيزاتها في كل العمارات... فبعد أن تم توزيع القسم الأول من السكنات والمقدر ب 400 مسكن مطلع جوان المنصرم، تم الشروع في توزيع العدد المتبقي من السكنات والمقدرة ب 400 مسكن وذلك على مراحل انطلاقا من شهر سبتمبر الماضي، ولأن سكان هذه العمارات التي يجري تسلمها مضطرون الى الالتحاق بمساكنهم بعد ان نفدت آجال كرائهم لسكناتهم الحالية، وطبعا عدم قدرتهم على ''الكراء المزدوج''، بحيث شرعوا في تسديد حقوق كراء مساكن ''عدل'' ولواحقها، فإنهم حائرون في ما سيكون عليه مصيرهم بدون كهرباء. ورغم النقص الكبير الذي اكتشف في العمارات التي تدخل في اطار برنامج ''عدل'' لسنة 2002 من حيث التجهيز الداخلي كالانقطاع المتكرر للماء، فإن ما يقلق السكان كثيرا هو انعدام التيار الكهربائي، مع توفر كل المعدات الخاصة بالشبكة الكهربائية بما في ذلك العدادات. وهو ما يصعب على السكان الالتحاق بمنازلهم التي ينتظرونها منذ عشر سنوات، والجميع يعلم أهمية التيار الكهربائي. وفي لقاء مع ''المساء''، أكد بعض المستفيدين من هذا البرنامج السكني أن قاطني العمارات الذين اضطروا إلى الالتحاق بمساكنهم التي تنعدم فيها الكهرباء يعانون الامرين وذكروا حالة سيدة معوقة واخرى تعاني من الضيق التنفسي تستخدم جهازا للتنفس الاصطناعي يشتغل بالكهرباء، هذه الاخيرة لم تجد حلا الا في عامل صيني بالورشة الذي رأف لحالها فزودها بخيط كهربائي! وقد اتجه ممثلو سكان هذه العمارات الى وكالة سونلغاز بالعاشور التي وجهتهم الى وكالة جسر قسنطينة والتي بدورها اعلمت السكان بأن سبب عدم ربطهم بالكهرباء هو عدم مطابقة التجهيزات الكهربائية الصينية للمقاييس المناسبة، واعتبرت ان الكرة بيد وكالة عدل التي عليها تغيير كل هذه التجهيزات بما فيها العدادات... والذي يستغربه السكان هو ان نفس التجهيزات الصينية جهزت بها كل عمارات ''عدل'' التي ينعم سكانها بصفة عادية بالكهرباء والغاز دون ان يحدث أي مشكل.. وبين سونلغاز ووكالة عدل لا يبحث السكان المشتكون سوى عن حل ينهي المعاناة ويسمح لهم بالالتحاق بسكناهم حتى ولو اضطروا لدفع ثمن العدادات الجديدة، ويتمنون ان يحل مشكلهم بصفة حضارية دون اللجوء الى أي شكل من اشكال الاحتجاج.. ففي كل مرة تقدم لهم وعود بإطلاق التيار الكهربائي دون ان يتم الإيفاء بها. واتصلت'' المساء'' بمديرية توزيع الكهرباء والغاز (فرع سونلغاز) الكائنة بجسر قسنطينة، وردا على انشغال هؤلاء المواطنين حول عدم تزويد العمارات الموزعة مؤخرا بالتيار الكهربائي، كشفت المكلفة بالاتصال على مستوى المديرية، السيدة صادقي، عن استعداد المديرية لتزويد العمارات المتبقية بالتيار الكهربائي بمجرد أن تقوم وكالة عدل باستبدال قواطع الكهرباء المركبة على مستوى العمارات، على اعتبار ان هذه الأخيرة غير مطابقة للمواصفات، وقالت ''ان مهمتنا كمديرية هي سلامة المواطن بالدرجة الأولى، وقد اتصلنا بوكالة عدل من أجل أن تقوم باستبدال التجهيزات الكهربائية وهي الآن تعمل بالميدان، وبمجرد ان تنتهي من عملها نقوم بإطلاق التيار الكهربائي''. وعن سؤالنا حول اعتماد نفس قواطع التيار الكهربائي في باقي العمارات التي سبق وأن زودت بالتيار الكهربائي، ردت السيدة صادقي قائلة '' كل القواطع التي تم تركيبها على مستوى باقي العمارات المزودة اليوم بالتيار الكهربائي، سيجري العمل على استبدالها لثبوت عدم مطابقتها للمواصفات النظامية، ولأن الأمر يتعلق بأمن وسلامة المواطنين، اتصلنا بوكالة عدل لتقوم بتغيير كل القواطع على مستوى كل العمارات وهذا تدريجيا. للإشارة، فيما يخص توصيلات الغاز، حسب ذات المتحدثة، انتهت الأشغال بكل العمارات باستثناء عمارة واحدة، حيث تحفظت مديرية الغاز والكهرباء لجسر قسنطينة حول بعض التوصيلات، وألزمت وكالة عدل بتسويتها من أجل تزويد هذه الأخيرة بالغاز.