السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا ونحن نحيي الذكرى السادسة والخمسين لثورة أول نوفمبر الخالدة، ما الذي استلهمناه من هذه الثورة التي تعد أعظم ثورة في العصر الحديث؟ فالشهداء والمجاهدون ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن وكانوا ولازالوا قدوة لنا في التضحية والدفاع عن الوطن، وعلينا اليوم أن نستلهم منهم هذا الوفاء والإخلاص للوطن وجعله فوق كل اعتبار. إن ثورة نوفمبر كانت وستظل مرجعا شاملا لنا في شتى مناحي الحياة، انتصرت على أعتى قوة استعمارية لتوفرها على العامل الديني والأخلاقي والوطني معا، فكل هذه العوامل جسدت أصالة وعظمة هذه الثورة وقوة رسالتها لأجيال ما بعد الاستقلال المطالبين بالتمسك بمبادئها بدءا بالتمسك بالثوابت الوطنية والذود عن الوطن والتجند لإنجاح مخططات التنمية. وثورة نوفمبر هي حافز على العمل وعدم خيانة الأمة والتضحية بالنفس من أجل المصلحة العليا للوطن، وتجسيد رسالة الشهداء من خلال الدفاع عن مكتسبات الثورة وتثمين مكاسب الاستقلال لبناء الدولة القوية المستقلة التي ضحى من أجلها الشهداء. فثورة نوفمبر وهي النبراس الذي ينير الطريق نحو التنمية والازدهار والرقي لكن بالإخلاص والوفاء والوحدة، بعيدا عن الذاتية والأنانية التي تهدم المجتمعات.