أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء سكيكدة مؤخرا المدعو (ف·ع·ح) بالسجن المؤبد لارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والتصرد·القضية تشير إلى أنه وبتاريخ 24 ماي من عام 2007 أخطر وكيل الجمهورية لدى محكمة الحروش فرقة الدرك الوطني عن وجود جثة على متن شاحنة تابعة لمؤسسة الرياض بالحروش بالقرب من مقبرة الشهداء بمحاذاة الطريق الوطني رقم 03 وبناء على ذلك توجهوا إلى عين المكان، وبعد المعاينة شرعوا في البحث والتحري لتحديد الجاني أو الجناة، وقد مكنتهم عملية الاطلاع على الكشوفات الهاتفية الخاصة بالهاتف النقال للضحية من الوصول إلى المشتبه فيه ويتعلق الأمر ب(غ·ع·ح) وهو عامل بنفس المؤسسة والذي يكون قد أجرى اتصالات عديدة مع الضحية يومين قبل وقوع الجريمة· هذا الأخير وعند الاستجواب الأول أنكر التهمة الموجهة إليه بل أكثر من ذلك صرح بأنه ويوم 24 ماي 2007 التحق بمقر عمله بمركب الرياض للحروش في حدود الساعة السابعة صباحا، وقتها كان المرحوم الضحية - كما صرح - في انتظار امتلاء شاحنته بالسلع، مضيفا بأنه يومها لم يغادر حدود ولاية سكيكدة وأنه قضى يومه ذاك في توزيع السلع متنقلا رفقة عامل بكل من سكيكدة والحروش ثم سكيكدة ورمضان جمال، وبعدها انتقل رفقة عاملين إلى قرية السعيد بوصبع لجلب الماء الذي وبعد أن وضعه أمام مقر سكنهما توجه إلى الحمام ثم إلى السوق ليختم يومه بالتوجه إلى بيته رفقة عامل آخر مستعملا سيارة المدعو (ب)، كما صرح للمحققين بأنه وفي ذلك اليوم أقرض الضحية مبلغا ماليا يقدر ب000·15دج بحضور مدير المؤسسة، نافيا أن يكون قد اتصل هاتفيا بالمرحوم، وظل متمسكا عبر كل مراحل التحقيق عند الاستجواب في الموضوع وأمام هيئة المحكمة بنفس الأقوال والتصريحات، لكن هذه الأخيرة وبعد استماعها للشهود والمتهم سجلت على أقوال هذا الأخير تناقضات صارخة تخص بالأساس الأماكن التي تنقل إليها سيما يوم الجريمة، حيث أشار كشف المكالمات الهاتفية للمتهم بأنه في حدود الساعة (18،11 دقيقة و12و18د) كان موجودا خارج ولاية سكيكدة وبالضبط بمحطة بوالصوف بقسنطينة وأنه خلال الساعة (22،5د) كان موجودا بمنطقة برج خليل وأنه على الساعة (22،23د) كان موجودا بسيدي مبارك بولاية برج بوعريريج، وقد خلصت المحكمة من خلال تلك الادلة التي أخرست المتهم بأنه كان يستعمل هاتفه النقال لترصد خطوات الضحية من مكان لآخر من أجل الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزة الضحية والناجمة عن عمليات البيع· للإشارة فإنه وحسب الخبرة الطبية المحررة من قبل الطبيب الشرعي فقد تأكد أن سبب الوفاة كانت نتيجة تعرض الضحية لعدة طعنات قدر عددها ب36 طعنة، منها 06 طعنات على مستوى الصدر والرقبة، و29 طعنة على مستوى مختلف أنحاء الجسم وطعنة واحدة على مستوى اليد اليمنى·