يواجه نصر حسين داي حاليا، وضعية مالية صعبة للغاية، حالت دون تمكين مسيريه من تسديد جزء كبير من مستحقات اللاعبين، الذين لم يستلموا أي مرتب شهري منذ انطلاق البطولة، وقد تفاقم الوضع في الساعات التي سبقت الإحتفال بيوم العيد المبارك، لما عجز المسيرون عن جمع الأموال التي وعدوا بها ما عدا إحضارهم لمبلغ ضئيل يمثل علاوات مباراتين فقط، في وقت كان الجميع ينتظر استلام مجمل المستحقات. وقد احتج اللاعبون بشدة على هذه الوضعية، ودفع بهم الأمر إلى حد التهديد بمقاطعة التدريبات، حيث قالت مصادر قريبة من فريق النصرية، أن زملاء درارجة أمهلوا إدارة النادي أسبوعا واحدا قبل تنفيذ تهديداتهم. ولم يبق مدرب الفريق مجدي كوردي في منأى من موقف لاعبيه، حيث يتردد في حسين داي أنه سئم كثيرا مما يحدث لتشكيلته، ولا يريد أن يتحمل أية مسؤولية في حالة ما إذا فشلت النصرية بسبب المصاعب المالية، فهو لا ينتظر سوى انتهاء مرحلة العودة لتقديم استقالته، لاسيما وأنه تلقى اقتراحات من بعض الأندية التي تريد الإستفادة من خدماته. ويخشى الجميع في نصر حسين داي، من أن يتفاقم الوضع داخل النادي ويكون لذلك تأثيرات سلبية على مسيرة الفريق في البطولة، التي يحتل فيها المركز الثالث ويطمح بشكل خاص إلى تحقيق العودة إلى القسم الإحترافي الأول، الذي حدده المسيرون كهدف يجب الوصول إليه في نهاية الموسم الجاري. الوضع قد يتعقد أكثر في حالة ما إذا لم تستلم إدارة النادي قبل نهاية الشهر الجاري المساعدات المالية من بلدية حسين داي ومديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، حيث لن يتمكن الفريق في هذه الحالة من ضمان سفريته القادمة إلى سكيكدة الخاصة بالجولة الثامنة من البطولة، وقالت ذات المصادر أن المسيرين سيضطرون إلى دق ناقوس الخطر، في حالة ما إذا باءت بالفشل كل محاولاتهم الرامية إلى تحسين الوضع المالي للنادي. وكان رئيس النادي مانع قنفود قد صرّح ل »المساء«، أن كلا من بلدية حسين داي ومديرية الشباب والرياضة، وعدتا بتقديم مساعدة مالية يفوق مبلغها أربعة ملايير ونصف سنتيم، وأن تعطيلات إدارية حالت دون وصولها إلى خزينة النادي في أقرب الآجال. وحتى وإن تحصل النادي على هذه المساعدة، فإن ذلك لن يمكنه من فك الأزمة المالية التي يتخبط فيها، إذ أن المبلغ المذكورلا يكفي لتسديد كل مستحقات اللاعبين، وهو ما يجر النصرية للوقوع من جديد في مصاعب مالية بعد أشهر قليلة، حسب أراء العديد من الأطراف القريبة من الفريق التي تنبئ بانفجار الوضع، بعد أن رفض بعض المسيرين في النادي تحمل جزء من النفقات المالية، ودفع بهم الأمر إلى التهديد بالإنسحاب في حالة ما إذا بقي الوضع على حاله، ويوجد من بينهم رئيس الفرع بودريوة الذي لم تصبح لديه الرغبة في مواصلة مهمته. وستزداد الوضعية سوءا في حالة ما إذا لم يتوصل المسيرون إلى إبرام عقود جديدة مع ممولين جدد، يعدّون في نظر الذين يتابعون عن قرب ما يحدث في الفريق، أمل النادي في القضاء على الأزمة المالية، إذ أن مؤسسة »جيتوب« المختصة في عصير الفواكه، تعد الوحيدة التي أبرمت عقد تمويل مع نصر حسين داي. بعض الأنصار الذين اقتربنا منهم وطلبنا أراءهم حول ما يجري في النادي، اتهموا بعض المسيرين بافتقارهم للكفاءة لإنقاذ الوضع، مؤكدين أن انضمام هؤلاء إلى النادي في ظل تطبيق الإحتراف، يراد منه فقط تحقيق المصالح الشخصية على حساب الفريق، وقد تساءل الأنصار عن فشل هؤلاء المسيرين في تحقيق الوعود التي قطعوها على أنفسهم قبل انطلاق البطولة، حيث تعهدوا بجلب ممولين كبار سيغرقون النادي بالأموال على حد أقوالهم. كما انتقد الأنصار موقف بعض المسيرين القدامى المعروفين بامتلاكهم لأموال كبيرة، حيث اتهموهم بمحاولة استغلال هذه الوضعية الصعبة، للإستيلاء على تسيير الفريق من خلال الإقتراحات التي تقدموا بها، والرامية إلى شراء الأسهم المالية الموجودة في النادي منذ دخول الأخير في عالم الإحتراف.