.عاش أطفال مدرسة ''إبراهيم بومرداسي'' عشية عيد الأضحى أمسية لطيفة مع حكايا ورقصات المهرجان ''فوفو وأنيس'' اللذين أبدعا في سرد قصص تربوية تحمل عبرا جميلة عن الأمانة والصدق واحترام الغير، كما رقصوا على وقع أغان تحمل هي الأخرى معاني تربوية صفق لها التلاميذ مطولا. اختار المُهرّجان ''فوفو وأنيس'' موضوع الأمانة لمسرحيتهما التي أخذت مع العرض البهلواني مجملا قرابة الساعة، واستدار تلاميذ الأقسام التحضيرية مع باقي الأقسام حول مصطبة العرض التي توسطها المُهرّج ''فوفو'' بهندامه متعدد الألوان والفضفاض الذي هو ميزة البهلوان، دون إغفال الألوان التي يصبغ بها وجهه، فهو عادة يمزج بين اللونين الأبيض والأحمر يرسم بهما فما ضاحكا حتى يبدو المهرج للأطفال بابتسامة عريضة تبعث في نفوسهم الرغبة في الضحك كلما تحدث أو غنى. في البداية فضل ''فوفو'' بدء عرضه البهلواني بالرقص على موسيقى قوية، ودعا التلاميذ إلى التصفيق ولم يتعب كثيرا في جعلهم يتناغمون مع وقع النغمات، بحيث أخذت تصفيقات الأطفال تنسجم إلى حد كبير مع الموسيقى، ومع أغاني المهرج لدرجة يخيل لمن يسمع التصفيقات من بعيد أنها أوركسترا متناغمة، ولم يجد المعلمون ومدير المؤسسة التربوية ''إبراهيم بومرداسي'' أي إشكال في تسوية صفوف التلاميذ حتى الصغار منهم، لأن الأطفال كانوا متشوقين لحضور عرض المهرج الذي اعتادوا عليه في كل مناسبة أو باقتراب العطل المدرسية، فكان العرض جميلا وسط تنظيم محكم، ثم بدأت الفقرة التي انتظرها الأطفال بدخول المهرج ''أنيس'' والذي معه بدأت مسرحية ''حفظ الأمانة'' التي كانت القصة في بساطتها تدور حول تفاحة استأمنها ''فوفو'' عند ''أنيس'' إذ وضعها داخل حقيبة صغيرة وطلب منه الحفاظ عليها ريثما يعود، ولكن ''أنيس'' امتلكه الفضول وفتح العلبة ليجد فيها تفاحة فوضعها في جيبه، وانتهى به الأمر الى إعادتها الى مكانها بعد أن أنبّه ضميره كثيرا.. وخلال هذا العرض كان المُهرّجان يسألان الأطفال إن كانوا هم من جهتهم يعتدون على أمور غيرهم فيرد الأطفال جماعة ''لالا''. ''المساء'' وبعد نهاية العرض سألت المُهرّجين لماذا لم يختارا موضوع قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل بما أن المناسبة كانت عيد الأضحى، فقال ''فوفو'' إنه سبق له وأن عرض القصة، وأوضح ان ''الأطفال يحبون الجديد ولا يمكننا ان نتحايل عليهم بعروض مسرحية سبق لنا وأن عرضناها عليهم، وإلا فإننا سنُتهم بالتقصير، في وقت نحاول نحن من خلال عروضنا تربيتهم على الأخلاق الحميدة''، أما عن تأليف العروض المسرحية والأغاني فقد أكد المهرج ''أنيس'' أنها من تألفيهما وهي ''في الغالب مسرحيات تحمل مواضيع تربوية، مثل الأمانة وجزاء السرقة والحفاظ على البيئة واحترام الكبير وغيرها'' يقول المتحدث. ويسطر المُهرّجان مع وزارة الثقافة برنامجا تربويا لتقديم عروض بهلوانية بكل من ولايات البويرة، تيزي وزو، بومرداس إضافة إلى ناحية الجزائر شرق، إذ سطر الثنائي البهلواني برامج مع مديريات التربية للولايات المذكورة لتقديم عروض ومسرحيات ترفيهية لصالح تلاميذ الابتدائيات في مناسبات معينة. وعن مناسبة عيد الأضحى المبارك قال المهرج أنيس: ''لم أعش فرحة العيد مع عائلتي منذ 01 سنوات لأني أقضيها مع الأطفال أينما كانوا.. في المدارس، في المستشفيات في النزهات والرحلات، أعيش في عالم جميل معهم وفرحتي تبلغ مداها حينما أكون السبب في رسم الضحكات على وجوههم''، أما ''فوفو'' فقال: ''الأطفال بالنسبة لي عالم آخر حساس ومليء بالصدق.. وبعد سنوات عمل مع هذا العالم البريء أجد صعوبة في التعامل مع الكبار''.