طغى الاستياء الذي عبّرت عنه الحكومة لتدخل سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشؤون الداخلية للجزائر على أهم الأحداث التي ميزت الأسبوع المنصرم، والتي شملت أيضا افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان وتوقيع الجزائر على 19 اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي مع مصر واتفاقية أخرى مع الاتحاد الأوروبي لتمويل برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة· كما تميز الأسبوع باستنكار شديد للأعمال الإجرامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة ومطالبة الجزائر المجتمع الدولي بالتحرك لوقفها وحماية الشعب الفلسطيني· دعت الجزائر السفير الأمريكي إلى الالتزام بالقواعد الدبلوماسية إثر اللقاءات التي أجراها مع أحزاب سياسية ونقابات وجمعيات وطنية، استفسر خلالها حول مشروع مراجعة دستورية ومسائل تعد من الشأن الداخلي للجزائر، وحذر رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم في تصريح صحفي على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، من مثل هذه التصرفات، داعيا الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني إلى التعبير عن هواجسها "دون اللجوء إلى السفارات الأجنبية"· ومن جانبه دعا وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة خلال اللقاء الإعلامي الأسبوعي، المجتمع المدني بمختلف مكوناته إلى الحذر من بعض اللقاءات مع الممثليات الدبلوماسية بالجزائر التي تمس بالشأن الداخلي للبلاد، موضحا بأن تنبيه رئيس الحكومة يضم شقين أولهما موجه للمجتمع المدني بمختلف مكوناته داعيا إياه إلى الحذر من مثل اللقاءات التي تمس بشكل أو بآخر بالحياة الداخلية للبلاد، بينما يشمل الشق الثاني تذكيرا للهيئات والممثليات الدبلوماسية بضرورة احترام التقاليد والتدابير المعمول بها دوليا في هذا المجال· على صعيد آخر تميز افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان الأسبوع المنصرم، بتأكيد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح، بأن تعديل الدستور يعتبر حقا وضرورة، مشيرا إلى أن الجهات المخولة بتقديم مبادرة تعديل الدستور تعرف جيدا إذا كانت التعديلات تستوجب الرجوع إلى الشعب أو البرلمان· واعتبر رئيس مجلس الأمة أن الظروف التي تمر بها الجزائر تجعلها مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإدخال التحويرات الموضوعية على الدستور، داعيا مختلف التشكيلات السياسية إلى العمل على إبداء مواقفها تجاه المواعيد المستقبلية الهامة والحسم فيها في مؤتمراتها· من جانب آخر توجت أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة العليا الجزائرية المصرية التي انعقدت بالجزائر الأسبوع المنصرم بإشراف رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، ورئيس مجلس الوزراء المصري السيد أحمد نظيف بالتوقيع على 19 اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات مع تأكيد البلدين للتطابق التام في وجهات نظرهما السياسية ودعوتهما إلى مزيد من العمل من أجل ترقية علاقات الشراكة الاقتصادية إلى مستوى التكامل المنشود· كما شكلت دورة اللجنة العليا المشتركة العليا وما صاحبها من لقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين من البلدين، فرصة لدعم الاستثمارات المصرية في الجزائر البالغة 4 ملايير دولار مع توقع رفعها إلى مستوى 5 ملايير دولار مع نهاية 2008 · ولحظات بعد اختتام اللجنة العليا الجزائرية المصرية للتعاون، وقعت الجزائر التي استقبلت المفوضة الأوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية وسياسة الجوار الأوروبية السيدة بينيتا فيريرو فالدنير اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، تنص على تمويل ب40 مليون دولار لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتحكم في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وذلك في إطار تعزيز مكاسب البرنامج "ميدا" الموجه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة· مع الإشارة إلى أن برنامج التمويل يشمل 500 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، ويهدف إلى تأهيلها وإرساء مسار الجودة وتكريس الدعم المؤسساتي للمنظمات والمراكز التقنية لتأطير هذا الصنف من المؤسسات· وفيما تميز الأسبوع الماضي بتصعيد الإحتلال الإسرائيلي لعدوانه ضد الأبرياء من رضع وأطفال ونساء بقطاع غزة، فقد صاحبت ذلك حملة تنديد واسعة على المستوى الوطني، شملت إلى جانب إعلان وزارة الشؤون الخارجية للموقف الرسمي للدولة، مختلف فعاليات المجتمع الجزائري، من منظمات وجمعيات وحركات شعبية، وطالبت الجزائر المجتمع الدولي بالتحرك لوقف وردع الهمجية الإسرائيلية وحماية الشعب الفلسطيني، مجددة إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الممارسات الإسرائيلية التي ترتكب في حق شعب أعزل سلبت منه أراضيه ومقدساته واستحلت دماؤه·