يعتبر الرقص لغة الجسد التي لا تضاهى، كونه يعكس جل التعابير التي تدور في مكنونات الذات البشرية، بحيث تترجمها الحركات المدروسة التي يقدمها العارض ذكرا او أنثى، وان كانت النساء أكثر تعبيرا بلغة الرقص، وهو فن موجود منذ زمن بعيد عرفته الكثير من الحضارات الإنسانية وشارك الملوك في جلسات الأنس التي كانت تريحهم من ضغوطات الحكم ومتاعب الأيام... وهو تعبير إيمائي يقوم على تشكيل جسماني بشري حركي بجميع أعضاء الجسد، ولا سيما الرقبة والأطراف والخصر تلازمه الموسيقى فيتفاعل معها وتتفاعل معه، ولا يختلف اثنان على ان كل شعب من الشعوب لديه ثقافته الخاصة ومورثه الفني حيال الرقص، والجزائر على غرار الشعوب الأخرى لديها مخزون ثقافي ثري جدا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، علاوة على ثقافة الالتحاق بالركب التي يمارسها الكثير من الشباب الذي اختار من الرقص المعاصر لغة تعبيرية خالصة عن مكنونات الذات ومطالب الحياة، وقد تطرقت السيدة فتيحة قدوري محافظة المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر الذي اختار هذه السنة شعار التقارب، الى موضوع التبادل الثقافي بين الشباب على هامش الندوة الصحفية التي نشطتها قبل انطلاق المهرجان، حيث أشارت الى ان المهرجان يسعى لخلق نوع من الاحترافية التي تولد من خلال الاحتكاك المباشر بين الشباب الجزائري الهاوي والفرق المحترفة القادمة من 14 دولة تختلف في عاداتها وتقاليدها ولغتها التعبيرية وعطاءؤها الفني ايضا، كما سيستفيد الجمهور من ورشات ومحاضرات ينشطها اخصائيون في هذا المجال يرجى من خلالها التكوين الفعلي للشباب الجزائري الذي اعتمد الرقص رسالة فنية لمشواره الحياتي، كما ان فعاليات المهرجان نافذة لتبادل الخبرات بين الأجيال وهي الفرصة التي تسمح بأخذ الأشياء على أساسها ومن ينابيعها.