يقرّ خليفة عبد العزيز غرمول على رأس اتحاد الكتاب الجزائريين، يوسف شقرة، بامتثال الرئاسة الجديدة للاتحاد لقرار المحكمة إذا كان هناك قرار - على حد قوله - متسائلا في هذا الحوار الذي خصّ به "المساء"، عن سبب عدم تدخّل الأسماء الأدبية الجزائرية ذات التأثير في حل النزاع سلميا···· - في البداية، هل يمكن أن نعرف كيف قبلتم الجلوس على كرسي الاتحاد المحفوف بالأشواك والموسوم باللا شرعية؟ * أوّلا، يوسف شقرة هو ابن الاتحاد وسليل رجال يؤمنون بالحب، الاتحاد عندما يكون في الشدائد يحتاج إلى أبنائه الأوفياء، أنا بدأت عضوا بسيطا، فمسؤولا في فرع ثم رئيسا لهذا الفرع ثم عضوا بالمجلس الوطني فالأمانة، وعندما تقول الأمانة والمجلس الوطني نريد يوسف شقرة رئيسا لنا، لا يمكن أن أتخلّف عن هذا الواجب·· لأنّني أعتبر هذا واجبا خاصا بالكتابة وخاصا بالوطن، فلا يمكن أن نترك الاتحاد هكذا يسير إلى الهاوية دون تحريك ساكن، فالإخوة في الأمانة والمجلس كانت نواياهم طيبة لإنقاذ الاتحاد ووضعه على سكّته الصحيحة، وكان لابدّ أن أسير معهم في هذا الاتجاه الذي أعتبره مرحلة للتأسيس الفعلي والحقيقي لما يسمى بالوجه المشرّف للاتحاد مستقبلا· - جرى الحديث مؤخّرا عن صدور قرار مجلس الدولة، الذي يقرّ بعدم شرعية مؤتمر سكيكدة وكلّ ما نتج عنه، كيف ستتعاملون مع هذا الوضع الجديد؟ * أعتقد أنّ أي مواطن وأي جزائري لابدّ عليه أن يثق في مؤسسات الدولة، فعندما تقضي المحكمة بأمر فعلى الجميع الامتثال له وتطبيقه، عندما أصدرت محكمة سيدي امحمد الابتدائية حكما بتجميد الاتحاد، خضعنا للأمر ولم نشارك في مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء العرب ولم نفعل أيّ شيء، إنّما لجأنا إلى عدالتنا التي نؤمن بها، المحكمة ذاتها في الغرفة الإدارية الأعلى أعادت الأمور إلى مجراها وأقرّت بالمؤتمر ورفعت التجميد·· ونحن نعمل في هذا المجال الذي أعتقد أنّه قانوني، الآن نقرأ في الجرائد حكما صادرا عن مجلس الدولة، هذا الحكم عندما يُبلغ لنا سنطبقه كما جاء، وسنبقى دائما أعضاء أوفياء للاتحاد· - هل هذا يعني أنه لم يصلكم حتى الآن أيّ إشعار من المحكمة بصدور حكم في القضية؟ * نحن لم نسمع بهذا الحكم إلاّ عبر صفحات الجرائد، وما دمنا لم نستلم شيئا فسوف نحافظ على السير الحسن للاتحاد، إلى غاية حصولنا على وثيقة رسمية تحدّد لمن ستعُاد مفاتيح الاتحاد، سواء إلى الرئيس الأسبق عز الدين ميهوبي أو إلى غيره· - وكيف تفسّرون استقالة غرمول وتخليه عن السفينة الغارقة الآن بالذات، رغم أنّ ما قدّمه من حجج من إقصاء وزارة الثقافة للاتحاد خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" يعود إلى بداية 2007؟ * غرمول لم يستقل بسبب ذلك، واستقالته كانت واضحة وحضارية نشرتها كلّ الجرائد، أكّد من خلالها على أنّه لم يعد يستطيع أن يوفّق في مهامه، وكان ذلك أمام أعضاء المجلس الوطني للاتحاد والأمانة الوطنية، وتمّ الأمر بكلّ ديمقراطية وبدون ضغوط··· - وهل لديكم تصوّر معين لتسيير الاتحاد في الفترة المقبلة، خاصة بعد الجمود الذي شهدته هذه الهيئة في الفترة الأخيرة، حيث سجلت غيابا شبه كلي عن الساحة الثقافية؟ * الاتحاد لم يغب، فقد قام بأنشطة هنا في المقر، آخرها كانت ندوة حول فيلم "مصطفى بن بولعيد" بحضور كاتب العمل الصادق بخوش والمخرج أحمد راشدي، كما أنّ فروع الاتحاد عبر التراب الوطني كانت تنشط أيضا، في عنابة مثلا الفرع لم يتوقّف أبدا وكان يقدّم نشاطين في كلّ أسبوع، لماذا لا يسجّل هذا على أنّه نشاط للاتحاد؟ فأنشطة الاتحاد لا تنحصر في المركز، والأصل أنّ الفروع هي التي عليها أن تنشط وليس المركز الذي يقوم بمهمة التسيير بالدرجة الأولى·· الاتحاد ليس مريضا كما يشاع فهو ما يزال يعمل وفي وضع جيد، هناك أعضاء كانوا مرضى فركنوا إلى الراحة، وآخرون ما يزالون يعملون، حتى في وقت الإرهاب عندما توقّف الاتحاد المركزي وصدّت الأبواب وهاجر من هاجر وهرب من هرب، كان الاتحاد يشتغل في الولايات الأخرى، هناك طاقات خيّرة وأناس يؤمنون بالاتحاد وبالعمل الميداني، لا بالكراسي والظهور في التلفزة والتمظهر· الآن، هناك إشكال مطروح سنتعامل معه بطريقة قانونية عادية، فنحن لسنا ضد القانون وإن كنّا ضدّ هذا الإشكال المطروح منذ البداية· - كيف ذلك؟ * كان من المفترض حسب رأيي الشخصي أن تتدخل بعض الأسماء الكبيرة التي بنت الاتحاد، والتي تتمتّع بسمعة طيبة ولها تأثيرها على كل الأطراف، على غرار الأستاذة زهور ونيسي وعبد اللّه الركيبي وغيرهم، من أجل درء الصدع وجمع كل الأطراف وحلّ المشكل بطريقة سلمية وحضارية وبمحبة ··· على طريقة الكتّاب، وأعتقد انّه لو تمّ ذلك لما وقع هذا الأمر الذي نأسف له، لأنّ المشكلة لم تعد على المستوى الوطني فقط، بل تعدّت ذلك إلى خارج التراب ومسّت سمعة الجزائر···
أمّا عن تسيير الاتحاد، فهو مرهون بالمستجدات، فإذا تمّ تسليمنا قرار المحكمة، فسنسلّم العهدة لمستحقّها وسنكون معه في ذلك، لأنّنا أعضاء في الاتحاد بالدرجة الأولى، وكذا بصفتي مسؤولا على فرع عنابة، والكلام الذي أقوله ينطبق على باقي أعضاء الأمانة والمجلس، لأنهم يؤمنون بما أقوله·· أمّا إذا كان الكلام سابقا لأوانه وليس هناك أيّ حكم ولم نستلم شيئا، فبطبيعة الحال سنسعى إلى إدخال أطراف فاعلة ِللم الشّمل والسير قدما إلى العمل، ولنا رؤية لبناء وتنظيم الاتحاد بما يسمح له بالنهوض سريعا·