تدعمت العديد من البلديات الواقعة شمال ولاية سطيف بحصص معتبرة من الإعانات العمومية في إطار البناء الريفي، يتعلق الأمر بكل من بلديات قنزات، وبني ورتلان، وبوعنداس، حيث استفادت كل بلدية منها من 60 إعانة موجهة أساسا لبناء سكنات جديدة. وينتظر أن تشرع قريبا بلديات بوقاعة، وبني وسين وعين الروى، بتوزيع حصص مماثلة تقدر ب 50 إعانة لكل بلدية، وحسب المرسوم التنفيذي الأخير فإن لجان توزيع هذه الإعانات سيشرف عليها هذه المرة رؤساء المجالس الشعبية البلدية، بالإضافة إلى أعضاء يمثلون الأحزاب السياسية في كل مجلس. مدير السكن والتجهيزات العمومية أكد أن هناك حصصا معتبرة من الإعانات المذكورة ستخصص لإعادة ترميم وإصلاح السكنات التي تعرضت للتخريب خلال العشرية السوداء في العديد من المناطق النائية المعزولة، وفي هذا السياق تم تخصيص 50 إعانة لسكان مداشر بلدية حربيل، و50 حصة أخرى لسكان مداشر حمام قرقور، وهما البلديتان اللتان تعرضتا أكثر للتخريب والهجرة الجماعية خلال العشرية المذكورة، وحسب نفس المصدر فإن عملية دراسة الملفات وإجراء التحقيقات الميدانية الخاصة بهذه الإعانات ستنطلق خلال الأيام القليلة القادمة من طرف المصالح التقنية، وهذا بغرض تحديد حجم الإعانات التي سيتلقاها كل مستفيد حسب درجات الأضرار التي لحقت بمسكنه. وتعرف بلديات المناطق الشمالية للولاية إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة على البناء الريفي الذي يتزايد من سنة لأخرى، كونه يتماشى وطبيعة المنطقة وتقاليدها، وهذا عكس الأنماط السكنية الأخرى التي بقي الإقبال عليها ضعيفا خاصة عبر بلديتي قنزات، وآيت تيزي، والدليل على ذلك وجود عدة عمارات شاغرة ومهجورة لم تقطنها أية عائلة لحد الآن. وبالمقابل فإن كبريات دوائر المنطقة تعرف إقبالا كبيرا على النمطين الاجتماعي والتساهمي.