دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد إسماعيل ميمون المستثمرين الخواص إلى بذل أقصى الجهود لإرساء نمط حوار وتشاور مجد لإعادة بعث قطاع السياحة في الجزائر، مؤكدا على ضرورة تذليل الصعوبات القائمة لتجسيد 523 مشروعا سياحيا في الآجال المحددة ومن ثم كسب رهان صناعة سياحية ناضجة في منطقة المتوسط. وقال الوزير على هامش إشرافه على لقاء تقييمي حول الاستثمار السياحي أمس بالعاصمة، أن 523 مشروعا استثماريا سياحيا قد وافقت عليه وزارة السياحة خلال الفترة مابين 2008 إلى نهاية 2010 وهو ما من شأنه أن يرفع سعة الاستقبال ب50 ألف سرير مع توفير 75000 منصب عمل جديد، مبرزا أن اللقاء يعكس عزم الدولة على الوقوف إلى جانب المستثمرين الخواص أمام مختلف العراقيل التي تواجه مشاريعهم، لا سيما المشاكل المتعلقة بالبنوك والهيئات المصرفية. وأضاف المتحدث أن وزارته مستعدة لجلب تدابير جبائية وشبه جبائية وجمركية يتضمنها قانون المالية التكميلي لسنة ,2009 وأكثر من ذلك فإن الدولة مستعدة لتقديم الدعم القوي والتأطير المادي لمختلف النشاطات السياحية. وكشف الوزير في رده على سؤال ل''المساء'' بخصوص الاستثمارات الأجنبية في الجزائر أن هناك مشروعين فقط تتكفل بهما الشركة الإماراتية للاستثمار بمنطقتي سيدي فرج وموريتي، حيث رصد لهما حوالي 55 مليار دينار. وأشار الى أن الدولة كانت إلى جانب هذا المستثمر العربي في تسهيل كل متطلباته المتعلقة بالتشييد والبناء. واعترف المسؤول الأول على القطاع بضعف العمل الإعلامي في جلب السياح وتلميع صورة الجزائر السياحية في الخارج مقارنة مع النماذج الموجودة في الدول الشقيقة التي تطورت في هذا المجال، مضيفا أن عملية تسويق المنتوج السياحي الجزائري مازال يحتاج إلى الكثير من العمل. وفي هذا الصدد كشف السيد ميمون أن الوزارة تعمل حاليا على ضبط ورقة طريق من خلال ورشة خاصة لترويج السياحة في الجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية استعمال التكنولوجيات الحديثة في هذا الغرض. وأوضح الوزير أن اعتماد المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لآفاق 2030 فتح المجال لتحولات جذرية في أسلوب التفكير والعمل من أجل إحياء قطاع السياحة، خاصة وأنه يتمتع حاليا بمكانة راقية في نمو الاقتصاد العالمي، حيث يتصدر السوق العالمية للخدمات وهو يمثل في عدد كبير من الدول المصدر الرئيسي لدخلها. وأشار المتحدث إلى ان المنظمة العالمية للسياحة تتوقع مستقبلا واعدا من حيث التعزيز والتطور عبر العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار النمو المتواصل للأسفار والترفيه، ففي الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020 يتوقع أن تتراوح نسبة النمو بين 4 و5 بالمائة. وعلى صعيد آخر فند المتحدث الإشاعات التي تدور حول غياب الأمن في المناطق الصحراوية خاصة وأنها تشهد حاليا أوج فترات الاستقطاب السياحي قائلا في هذا الصدد ''كنت بولاية إليزي قبل ثلاثة أسابيع ويمكنني أن أؤكد سلامة السياح الأجانب وأن كل الأمور أمنة''. من جهته دعا السيد عبد الرحمان بن خالفة مندوب عام الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية الوصاية إلى الإسراع في تنصيب مركز المرافقة من منطلق أن المهن القاعدية المتعلقة بالقطاع غير متحكم فيها على غرار الاستغلال الفندقي وفتح سلاسل فندقية من علامات عالمية وغيرها ويكون المركز على شكل شبكة تضم متعاملين من القطاع العمومي والخاص وتقوم بإسداء النصح والإرشادات للمستثمرين وأصحاب المشاريع السياحية عند تجسيدها. وأكد السيد بن خالفة أن لسوق السياحة عوائد جيدة ولكنه في الجزائر غير ناضج، مشيرا الى أن الفاعلين في القطاع يفضلون الاستثمار في العقارات دون الاهتمام باستغلال الثروات الطبيعية التي يزخر بها الوطن، وشدد المتحدث على ضرورة الاهتمام بالخدمات المقدمة أكثر من تشييد المرافق، حيث ستبقى دون معنى إذا لم تضمن خدمة تستجيب لاحتياجات ضيوف الجزائر من السياح.