أعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد إسماعيل ميمون، أمس السبت، بمستغانم أنه سيتم تنظيم لقاء وطني في 27 فيفري القادم بقالمة لبحث سبل النهوض بالسياحة الحموية بالجزائر، والخروج باستراتيجية ناجعة لتطوير هذا التخصص السياحي الذي تمتلك الجزائر كل المؤهلات لرواجه وتطوره. وأوضح المتحدث على هامش الزيارة التفقدية التي قادته إلى العديد من المرافق والمشاريع السياحية بالمنطقة أن هذا اللقاء سيحضره خبراء ومختصون في مجال التطوير السياحي خاصة الحموي وأنه سيتم مناقشة ودراسة المؤهلات والإمكانيات الوطنية لترقية السياحة الحموية و''لجعل ينابيعنا وحماماتنا ومحطاتنا المعدنية العديدة محل استقطاب السياح ومواطنينا من مختلف جهات الوطن''. وأضاف في هذا الشأن إن ''البحث عن النهوض بالسياحة الحموية يندرج أيضا في سياق تنمية السياحة الداخلية وتنويع مجالاتها وضمان حركية متواصلة ومتوازنة طيلة السنة حتى لا يقتصر المجال السياحي فقط على فصل الصيف''. وكان الوزير قد زار شاطئ ''كلوفيس'' الواقع ببلدية بن عبد المالك رمضان والذي سيستفيد من مخطط للتهيئة إلى جانب خمسة شواطئ أخرى بالولاية، كما اطلع في نفس الموقع على مشروع توسيع إقامة سياحية. وسيشرع قريبا في تجسيد العديد من المشاريع السياحية بمنطقة رأس ايفي التابعة لنفس البلدية وذلك في إطار مشروع للتوسع السياحي سيشمل قرى سياحية وفنادق ومطاعم ومختلف مرافق الخدمات السياحية والترفيه على مساحة تقدر بنحو 383 هكتار وتطل على شريط ساحلي يمتد على طول 8 كلم حسب الشروحات التي قدمت للوزير من قبل القائمين على المشروع. وسيضيف هذا المشروع أزيد من 1200 سرير لحظيرة الاستقبال والإيواء بولاية مستغانم التي تتوفر حاليا على ألف سرير وتتطلع إلى بلوغ 6 آلاف سرير مع آفاق سنة 2014 حسبما أوضحته ل(وأج) مديرة السياحة. كما تفقد الوزير عددا من المركبات والمشاريع السياحية الجاري تجسيدها بشاطئ ''صابلات'' (غرب الولاية). كما صرح السيد إسماعيل ميمون أن دائرته الوزارية بصدد التفكير في تقنين وتنظيم سوق ''إيجار السكن عند المقيم''، موضحا في الكلمة التي ألقاها خلال اللقاء الجهوي التحضيري لموسم الاصطياف 2011 ''نحن بحاجة إلى تقنين وتنظيم سوق إيجار السكنات المتواجدة في الفضاءات الشاطئية والمواقع السياحية من قبل أصحابها حتى يتم توجيه هذا المجال وبصفة أفضل لتدعيم هياكل الاستقبال الخاصة بموسم الاصطياف''. وأشار إلى أن تنظيم هذا المجال السياحي الذي ينشط حاليا بصفة ''عشوائية'' سيعزز طاقة الاستقبال خلال موسم الصيف الذي يشهد طلبا يفوق حجم الهياكل السياحية الموجودة بالبلاد ويوفر فضاءات متنوعة لفائدة العائلات من خلال نظم وقوانين. وكان السيد إسماعيل ميمون قد ألح على ضرورة تنسيق الجهود بين جميع الفاعلين في القطاع لا سيما الجماعات المحلية ''لتطوير السياحة الداخلية في المقام الأول لجذب المواطنين ثم العمل على استقطاب السياح الأجانب في آجال مستقبلية''. وذكر نفس المسؤول في هذا الصدد ''أنه يتطلب اتخاذ كل التدابير لتأهيل وتطوير سياحتنا الساحلية وتقديم منتوج سياحي تنافسي من شأنه تحقيق البديل الأفضل لأزيد من 1,5 مليون مواطن جزائري يتنقلون سنويا إلى أسواق سياحية منافسة''. كما دعا إلى تكثيف الجهود لوضع حد للاستغلال الفوضوي لبعض الشواطئ في إطار عقود الامتياز والحرص على ضمان حق المواطنين في مجانية دخولهم للشواطئ وضمان أمنهم وسلامتهم والتكفل بتجميل المحيط الشاطئي وتوفير المنشآت القاعدية الضرورية لراحتهم ورفاهيتهم. وقد تطرق هذا اللقاء الذي عرف مشاركة مسؤولي مديريات السياحة ورؤساء الدوائر والبلديات الساحلية لولايات مستغانم ووهران والشلف وعين تموشنت وتلمسان إلى العديد من المحاور المرتبطة بتحضير موسم الاصطياف المقبل بالإضافة إلى طرح الانشغالات الخاصة بكل منطقة. ويأتي أيضا كخاتمة لسلسلة اللقاءات المماثلة التي نظمتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والتي ستتمخض عنها لجنة وطنية سيتم تكليفها بتطبيق مختلف التوصيات الرامية إلى ترقية وتطوير موسم الاصطياف.