استمتع أمسية أول أمس، عشاق الفن السابع من الذين أموا قاعة العرض لقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة بفيلم المخرج عبد الكريم بهلولي المعنون ب ''سفر إلى الجزائر'' والمندرج في إطار فعاليات الطبعة الثانية من أسبوع الفيلم الجزائري. الفيلم بوجه عام مستلهم من قصة حقيقية عايشها المخرج خلال مرحلة الطفولة مع والدته وهي أرملة شهيد أرغمتها ظروف الحياة التي عانتها خلال الأيام الأولى من الاستقلال على الانتقال من مدينة سعيدة إلى الجزائر العاصمة من أجل الدفاع عن حقها في المسكن الذي تركه لها أحد المعمرين الفرنسيين والذي اغتصبه منها عنوة أحد المسؤولين الانتهازيين، وبالجزائر العاصمة وبالضبط بقصر الشعب تلتقي بشخص ثوري مجاهد لم تكن تدري بأن هذا الأخير ما هو سوى رئيس الجمهورية السابق المرحوم هواري بومدين الذي ينصفها فتتمكن هذه المرأة التي كانت برفقة ابنها (المخرج) أن تسترجع مسكنها بعد أن تدخل ذلك المجاهد الذي أوقف ذلك المسؤول الانتهازي عند حده. مع الإشارة إلى أن الفيلم على الرغم من بساطته إلا أنه يعد من الأفلام التي أنتجها جيل ما بعد الاستقلال يختلف كل الاختلاف عن باقي الأفلام الجزائرية الثورية فهو يصور بنظرة جديدة وواقعية وضعا سياسيا كان سائدا خلال المرحلة الأولى من الاستقلال أراد المخرج من خلاله وبجرأة أن يعري إحدى الممارسات غير الشريفة التي قام بها بعض أشباه المسؤولين الذين حاولوا بانتهازيتهم السطوعلى كل ما كان يتشبث به الجزائريون من أحلام بحياة سعيدة وكريمة في كنف الحرية والاستقلال. للتذكير فقد تميز حفل افتتاح هذه الفعاليات التي انطلقت نهاية الأسبوع الأخير وحضرته وجوه سينمائية معروفة كالفنانة شافية بوذراع وعزيز بوكروني بتقديم فيلم ''الخارجون عن القانون'' لرشيد بوشارب والذي تابعه جمع غفير من عشاق السينما الجزائرية الذين امتلأت بهم قاعة العرض بقصر الثقافة والفنون، وعن سبب هذا الإقبال القياسي فقد أرجعه كل من تحدثنا إليهم إلى الشهرة التي نالها هذا الفيلم الذي يعد امتدادا لفيلم ''أنديجان'' الذي أثار ضجة كبيرة وجدلا في الأوساط السياسية الفرنسية ممن ما زالت تحن إلى العهد الاستعماري البغيض. أما أمسية أمس السبت، فقد كان الجمهور السكيكدي على موعد مع فيلم ''الأجنحة المتكسرة'' للمخرج رُشد جغوادي الذي يتطرق لموضوع إنساني من خلال مأساة طفل إحدى المفرغات العمومية التي تضطره الظروف المعيشية الصعبة إلى أن يقصدها من أجل تحسين وضعه الاجتماعي لينتقل بنا المخرج من ذلك الوضع إلى أوضاع مأسوية ودرامية عنيفة ومتناقضة تنتهي بانتقال هذا الطفل المتشرد للعيش في وسط عائلة ثرية. وبقدر ما اكتشف السكيكديون روائع الأفلام الجزائرية لمخرجين أغلبهم من الشباب بقدر ما كانت لهم الفرصة للاحتكاك بعمالقة التمثيل في الجزائر كما هو الشأن بالفنانة شافية بودراع التي كانت نجمة أسبوع الفيلم الجزائري وأحمد ابن عيسى وعزيز بوكروني والممثلة سامية مزيان وسيد علي كويرات وعايدة كشود-.