تزامنا مع العطلة الربيعية، ينظّم الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتعاون مع الجمعية الثقافية ''محمد اليزيد''، من الثامن عشر إلى الواحد والثلاثين مارس الجاري، أشغال الملتقى الثالث لمسرح الطفل التي تشمل عروضا مسرحية، ورشات فنية وتكريمات. وينطلق الملتقى من فكرة أنّ مسرح الطفل هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة، سواء أقام به الكبار أو الصغار، مادام الهدف هو إمتاع الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه وحسّه الحركي، أو يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية ولعبية ومواقف درامية للتواصل مع الكبار أو الصغار، وبهذا يكون مسرح الطفل مختلطا بين الكبار والصغار، ويعني هذا أنّ الكبار يؤلّفون ويخرجون للصغار ما داموا يمتلكون مهارات التنشيط والإخراج وتقنيات إدارة الخشبة، أمّا الصغار فيمثّلون ويعبّرون باللغة والحركة ويجسّدون الشخصيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اعتمادا على الأقنعة، ومن هنا، فمسرح الصغار هو مسرح للطفل مادام الكبار يقومون بعملية التأطير، وهو كذلك مسرح الطفل إذا كان مسرحا يقوم به الطفل تمثيلا وإخراجا وتأليفا. ومن مهام مسرح الطفل، إيجاد صيغ تربوية سليمة تهدف إلى غرس القيم الجيدة والأخلاق النبيلة بإضافة التسلية والمتعة، ويتناول مسرح الطفل مواضيع مختلفة، يتمّ اختيارها وطرحها في الأغلب ضمن قالب الحكاية التي تعتمد على البساطة في الأحداث والمتعة والتشويق، في ربط وتماسك داخل فكرة واحدة ومتسلسلة، يتوضّح فيها الخير والشرّ حيث يتمّ معاقبة الشرير على أفعاله. يتضمّن مسرح الطفل أنماطاً مختلفة كالمسرح الغنائي والعرائس والمسرح الدرامي وخيال الظلّ... لذلك يجب مراعاة أثناء عملية التحضير للكتابة والإخراج والتمثيل، خصوصية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والرابعة عشرة، وعلى الذين يعملون في هذا النوع من المسرح أن يعرفوا أنّ الأطفال جمهور سريع التأثّر ومن السهل إثارة مشاعره وخياله، حيث يعبّر عن إحساسه بشكل منفعل من خلال حركات مباشرة وأصوات عالية، فهو سريع الاندماج مع أبطال العرض المسرحي؛ يشاركهم أفعالهم وعواطفهم. الملتقى الثالث يضمّ في برنامجه عددا من العروض المسرحية على غرار '' مملكة العصافير لجمعية ''الأفراح للفنون الدرامية'' لولاية المدية، ''مستشار الملكة'' للجمعية الثقافية ''يوسف أوقاسي'' لذراع الميزان ولاية تيزي وزو، ''الشجرة'' لتعاونية ''ضياء الخشبة'' لولاية تيارت، ''الثعلب، الذئب والصياد'' للجمعية الثقافية ''الإشراق'' لولاية الجلفة، ''آدم والسلام'' للجمعية المسرحية ''آفاق'' لولاية عين الدفلى، ''التلميذ الكسول'' للجمعية الثقافية ''القناع المسرحي'' لجامعة ولاية الوادي، إلى جانب ''الديك الحكيم'' لجمعية ''الأمل'' لحماية الطفولة لولاية المدية، ''أحلام الغد'' لتعاونية ''الزيتونة'' لولاية البويرة، ''الغابة النظيفة'' لتعاونية ''حركة المسرح'' للقليعة، ''الثليجة البيضاء'' للجمعية الثقافية ''إثران'' لولاية تيزي وزو، وكذا ''حقيبة المفاجأة'' لتعاونية البراكسيس مليانة. هذه التظاهرة المسرحية تحمل جانبا أكاديميا في شكل ورشات ندوات فكرية، ويشرف على الورشات الأستاذ سليمان هورو وتشمل مهنا وفنونا متعلّقة بمسرح الطفل، حيث سيتمّ التركيز على ''كيفية صنع وإنجاز عرائس القراقوز'' و''كيفية تحريك عرائس القراقوز''، أمّا الندوات فستدور حول ''واقع الكتابة المسرحية الموجّهة للطفل بين الأكاديمية والعبث'' ينشّطها الناقد المسرحي سمير مفتاح، و''مسرح الطفل'' ينشطها المسرحي القدير عمر فطموش. وإضافة إلى الورشات، الندوات والعروض، والعروض الموجّهة لفائدة الأطفال المرضى في المستشفيات، برمج القائمون على الملتقى تكريم عدد من الوجوه الفنية المبدعة في الإنتاج المسرحي الموجّه للطفل، حيث يكرّم الأستاذ حسن ملياني في مجال الكتابة المسرحية، رميلة تسعديت في الإخراج المسرحي، حمزة جاب اللّه في السينوغرافيا ويوسف تعوينت في مجال الإبداع المتكامل.