تتوقع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال توفير ما يزيد عن 100 ألف منصب شغل مباشر وأكثر من 300 ألف منصب غير مباشر على المستوى الوطني خلال الخماسي المقبل بفضل الاستراتيجية الإلكترونية الجزائرية الحديثة، وهو ما أعلنه وزير القطاع السيد موسى بن حمادي أمس، خلال عرض استراتيجية القطاع على المدى البعيد. مؤكدا إنهاء كل أشغال ربط المؤسسات التربوية بالأنترنت قبل نهاية السنة الحالية. وأوضح الوزير خلال افتتاحه ندوة علمية حول دور تكنولوجيات الإعلام والاتصال في تفعيل وخلق مناصب الشغل أن بروز مهن جديدة تخص التكنولوجيات الحديثة في الاتصالات السلكية واللاسلكية سيسمح في المستقبل القريب بتوفير عدد كبير من مناصب الشغل، خاصة للمتخرجين من الجامعات المتخصصة في المجال. مؤكدا أن التطبيق الصارم للاستراتيجية الجديدة للوزارة التي ترتكز على ضرورة إنشاء مجموعة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لضمان الخدمات ذات الصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ستسمح بامتصاص البطالة وسط الشباب الشغوف بعالم الاتصالات والانترنت، وهو ما سيكون فرصة لتفجير إبداعاتهم على أرض الميدان. وبخصوص الملتقى أشار السيد بن حمادي إلى أنه جاء على خلفية التعليمات الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تماشيا مع قرارات مجلس الوزراء الأخير الذي أقر مجموعة من التحفيزات لصالح الشباب، بما يسمح بتوفير مناصب شغل قارة. مؤكدا أن قطاعه أراد تفعيل نقلة واضحة من المجال الإداري إلى العمل الميداني، وهذا تجسيدا للمسعى الوطني الذي يدخل في إطار مشروع الجزائر الإلكترونية ,2013 وهو ما يسمح -يقول ممثل الحكومة- بتقليص الفجوة الرقمية. ومن جهة أخرى شدد بن حمادي على دور قطاعه في خلق مناصب الشغل مع السماح بتنفيذ إبداعات الشباب عبر مشاريع صغيرة، وهو ما يكرس مستقبلا الاقتصاد الرقمي ويفتح مناصب عمل دائمة عبر مؤسسات صغيرة، وعليه تتعهد الوزارة باقتراح مجموعة من المشاريع للمستخدمين المؤهلين الذين تختارهم لجنة متكونة من خبراء ومختصين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال وهو ما سيكون بعيدا عن ''المحسوبية'' والبيروقراطية المعهودة سابقا في إنشاء المؤسسات الصغيرة. كما ألح وزير القطاع الذي شاركه في افتتاح اليوم الدراسي كل من وزير التشغيل الطيب لوح ووزير الصناعة محمد بن مرادي ووزير الصناعة وترقية الاستثمار، بالإضافة إلى وزير الاتصال السيد ناصر مهل ووزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، على ضرورة تشغيل الشباب الجزائري كأولوية لدى الشركات الأجنبية النشطة بالسوق الجزائرية قائلا ''على الشركات الأجنبية المستثمرة في الجزائر العمل على تكوين وتشغيل خريجي الجامعات الجزائرية وتأهيلهم وإلا فلترحل''. وعلى صعيد آخر أكد بن حمادي أن مشكل السيولة النقدية الذي تعرفه مكاتب مؤسسة بريد الجزائر منذ عدة أشهر سيعرف انفراجا على خلفية المبادرة التي أعلن عنها بنك الجزائر لإصدار أوراق نقدية من فئة 2000 دج، مع إعادة رسكلة الأوراق النقدية من فئة 200 دج قبل نهاية شهر جوان المقبل. أما بخصوص توظيف المتعاقدين عبر كل من مؤسسة بريد الجزائر واتصالات الجزائر أكد ممثل الحكومة أنه أعطى تعليمات لمسؤولي المؤسستين للسهر على دراسة الملفات وإدماج المتعاقدين في أقرب وقت.