بدأ الطب التقليدي يعود إلى الواجهة في العديد من مناطق ولاية بجاية، وعلى وجه التحديد في الأرياف والمناطق النائية كالقرى والمداشر التي تنعدم فيها المرافق الصحية القاعدية أو تبعد عن متناول السكان، إضافة إلى مصاريف التنقل والعلاج التي تثقل كاهل المريض وتجعله مرغما على الاعتماد على ما تجود به الطبيعة من أعشاب طبية، وأحيانا تعطي نتائج إيجابية إذا حسن استعمالها.. وفي ذات الوقت تحمل مخاطر كبيرة إذا ما تم الإفراط في تعاطيها أو حينما يجهل قواعد استخدامها، وفي خضم هذه الوضعية التي يعاني منها سكان القرى والأرياف وفي ظل تدني مستوى تقديم الخدمات الصحية لسكان القرى الفلاحية الموزعة على مستوى تراب ولاية بجاية، فإن سكان هذه القرى والمناطق وبالأخص النائية يدفعون تبعات عدم الاهتمام بالجانب الصحي من قبل الجهات والمصالح الوصية رغم نداءاتهم المتكررة، من خلال انعدام توفر العديد من المرافق الضرورية التي من شأنها ضمان الحياة الكريمة لسكانها، ويظل مشكل ضعف التغطية بالخدمات الصحية الهاجس الأكبر الذي يؤرق المواطنين، ويبقى مطلب تحسينه من أولوية الأولويات لسكان هذه المناطق، فرغم توفر هذه المناطق على مراكز للعلاج إلا أن هذه الهياكل لا تحمل من الصحة إلا الاسم، فهي تعاني الكثير من النقائص التي من الواجب توفرها، مثل المواد الطبية والعلاجية والوسائل البسيطة المستخدمة في عمليات التداوي المختلفة، الأمر الذي انعكس سلبا على المرضى خاصة أولئك الذين يتعرضون للأزمات العنيفة والمزمنة وباقي الأمراض كالإسعافات الاستعجالية البسيطة، حيث عادة ما يتنقل البعض منهم لإجراء مختلف الكشوفات لدى المستشفيات الخاصة، أو في المؤسسات الاستشفائية المتواجدة في عواصم الدوائر، وفي كلتا الحالتين يترتب عن هذا الأمر عبء ثقيل يأتي على عاتق المواطن من حيث صرفه مبالغ مالية معتبرة، وفي مقابل ذلك، يلجأ بعض المرضى خصوصا ذوي الدخل الضعيف، أو أولئك الذين يعيشون تحت طائلة الفقر، إلى الاعتماد على الطب التقليدي رغم المخاطر الصحية التي قد تنجر عن هذا العلاج.