أكدت الجزائر وجمهورية التشيك أمس استعدادهما لتطوير التعاون الثنائي في شتى القطاعات وجعلها ترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ الثورة التحريرية، كما تمت الإشارة خلال تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة بين البلدين بمقر المجلس الشعبي الوطني إلى ضرورة إعطاء نفس جديد لهذا التعاون من خلال رفع المبادلات التي لا ترقى إلى مستوى العلاقات الثنائية. وتم تنصيب المجموعة البرلمانية بحضور كل من نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد الصديق شهاب والسيد رقيق بن ثابت رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية والسفير التشيكي بالجزائر السيد بافيل كلوكسلي. وفي هذا الاطار اشاد الصديق شهاب بنوعية العلاقات بين البلدين منذ الثورة، حيث قدمت تشيكوسلوفاكيا سابقا قبل انقسامها كل الدعم للجزائريين من اجل نيل حريتهم واستقلالهم. وقال إن تنصيب مجموعة الصداقة من شأنها اعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية من خلال تبادل التجارب والتصورات البرلمانية ومن ثم تطوير التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية الى الامام، مضيفا ان حجم التبادلات الثنائية مهم لكن بإمكانه ان يرتفع في ظل توفر مؤهلات التعاون التي من شأنها ان تعطي نفسا جديدا للعلاقات الثنائية. من جهته اشار السفير التشيكي الى ان بلاده وقفت الى جانب الجزائر قبل وبعد استقلالها من خلال ارسال الاطباء والمهندسين وخبراء في قطاعات اخرى، مضيفا ان البلدين يعملان على تطوير التعاون في اطار معاهدة التعاون الاقتصادي والصناعي المبرمة بينهما. كما اوضح السيد كلوكسلي ان علاقات التعاون لا تنحصر في الاطار التجاري بل في المجالات الاخرى كما هو الشأن للثقافة، مشيرا الى ان الجانبين يعملان في اطار تنسيق برنامج التعاون الثقافي لمدة ثلاث سنوات والذي يشمل الموسيقى وترميم الآثار. اما ممثل وزارة الخارجية فقد اكد ان العلاقات الثنائية شهدت ركودا لاعتبارات سياسية داخلية لكل بلد، الا انها بدأت تأخذ حجمها الطبيعي خلال السنوات الاخيرة على اثر الزيارات المتبادلة المكثفة لمسؤولي البلدين. كما اشار الى ان تنصيب مجموعة الصداقة يعد لبنة مهمة في بناء صرح التعاون ومن ثم رفع التبادل الى المستويات المنشودة. وهوما ذهب إليه السيد بن شيخ عبد الحميد رئيس المجموعة البرلمانية المنصبة والذي اكد على اهمية هذه الخطوة في توطيد العلاقات الثنائية. وقد تم بعد حفل التنصيب تدشين معرض للصور خاص بالزعيم التشيكي توماس مازاريك الذي يعد اول رئيس لجمهورية تشيكوسلوفاكيا (سابقا)، حيث اغتنم السيد رقيق بن ثابت رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية المناسبة للتأكيد من جانبه على اهمية تعزيز التشاور البرلماني بين البلدين وتوثيق اواصر الصداقة وفتح آفاق للتعاون المشترك، مضيفا ان اقامة مثل هذا المعرض يعد بمثابة رسالة محبة وصداقة للشعوب التي تناضل من اجل القيم التي دافع عنها هذا السياسي والفيلسوف المكافح الذي عمل من اجل شعبه. وقال السيد بن ثابت انه ''من خلال دورنا التشريعي نستطيع وضع اطر لإقامة علاقات تعاون لإرساء شراكة فعلية ''، وفي هذا الإطار دعا مختلف المؤسسات والمتعاملين التشيكيين الى التواصل مع نظرائهم الجزائريين لإرساء تعاون صلب. كما اكد وجود رغبة كبيرة للمضي قدما بالعلاقات الثنائية على كافة المستويات بتذليل أولا العقبات في ظل توفر الإرادة السياسية التي تحتاج الى ترجمتها في الميدان. من جانبه ابرز السفير التشيكي المآثر الدبلوماسية والنضالية للرئيس مازاريك الذي حكم البلاد سنة ,1918 مشيرا الى ان الرجل كافح من اجل ارساء ديمقراطية عصرية ومثالية في بلاده، مضيفا ان تقاسم التاريخ مع الاصدقاء الجزائريين هو تأكيد على هذه الصداقة التي تمتد الى أمد بعيد.