حققت الحملة الوطنية للتبرع بكتاب لأبناء الجنوب الكبير التي نظمتها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث(فورام) بمناسبة إحياء ذكرى يوم العلم، نجاحا كبيرا في ظرف وجيز جدا، وذلك بفضل تفاعل المواطنين معها عبر مكاتب البريد المنتشرة على التراب الوطني. وكشف رئيس الفورام البروفيسور مصطفى خياطي في ندوة تقييمية للحملة أمس، بفندق الجزائر، بحضور سفراء النية الحسنة للمبادرة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي وأستاذ القانون الدولي الإنساني بجامعة قطر الدكتور فوزي اوصديق والإعلامية الجزائرية بقناة الجزيرة السيدة خديجة بن قنة وكذا جمع من المثقفين والإعلاميين، عن جمع 44 ألف كتاب إلى غاية مساء أول أمس، والاتفاق على تجسيد 10 مكتبات بالمناطق الصحراوية في ولايات غرداية، أدرار، الوادي، ورقلة، تمنراست، تندوف، إليزي والجلفة. وأوضح الأستاذ خياطي أن كل مكتبة يشرع في إقامتها ابتداء من اليوم ستحوي 30 ألف عنوان، يتم تجديد 30 بالمائة منها كل ستة أشهر، إضافة إلى هبة وزارة الثقافة المقدرة ب1500 كتاب لكل مكتبة مع الطاقم البشري المؤهل لكل مكتبة. وقال إنه زيادة على ذلك سيتم استقبال هبة من الكتب تأتي من مصر ولبنان وسيتم استقبالها ضمن احترام القوانين الجزائرية المنظمة لعملية استيراد الكتاب والمنشورات في إشارة إلى منع وعدم اعتماد مضامين الكتب الممنوعة التداول في بلادنا وهو الأمر المعتمد أيضا في عملية إنشاء مكتبات الجنوب من خلال الكتب المتبرع بها من قبل المواطنين. وأكد في هذا الصدد أن حملة التبرع بالكتب لأبناء الجنوب والهضاب العليا ستستمر وسيتم لاحقا تنظيم حملة بمشاركة الطفل المدرسي في الشمال لصالح أخيه في مدارس الجنوب. كما كشف الأستاذ خياطي عن تنظيم هيئته سنة 2012 حملة من أجل مغرب عربي معرفي للشعوب. وفي كلمة معبرة بالمناسبة، أعربت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي عن فرحتها الكبيرة بالمشروع الضخم الذي قامت الدولة بإنشائه لإيصال الماء إلى أبعد نقطة في الصحراء ودشنه قبل أيام السيد رئس الجمهورية، شاكرة سيادته على هذا الإنجاز العظيم وهي تذكر مثلما قالت التاريخ، لأنها كتبت مقالا رثت فيه ثلاثين مواطنا من عين صالح ماتوا ضمأ عام .2002 واستغلت الروائية مستغانمي هذه التظاهرة الثقافية التضامنية الوطنية لتدعو إلى إعادة بعث جائزة مالك حداد للرواية المتوقفة منذ ثلاث سنوات معتبرة هذا التوقف ''جريمة في حق الأدباء''. وطالبت مستغانمي على هامش الندوة التقييمية للحملة الدولة الجزائرية بالرعاية الرسمية لهذه الجائزة، وأفادت أن هذه الرعاية لابد أن تكون من خلال ''مؤسسة تحمل اسم الجائزة''، معبرة عن أملها في أن يتم ''رفع قيمة هذه الجائزة إلى سقف يليق بسمعة الجزائر وليس من حق أحد كان نقل هذه الجائرة خارج الوطن.'' وأشارت الروائية التي أبدعت في تأليف رواية ''ذاكرة الجسد'' إلى أنه ''لايهم أن تكون قيمة الجائزة مرتفعة إنما المهم هو إعطاء فرصة للمبدعين في ميدان الأدب خاصة الشباب مضيفة أنه ''ليس من مصلحة أحد نقل هذه الجائزة خارج الوطن''. وأكدت أنه منذ توقف الجائزة ''لم يتطوع أحد لإحيائها''، معتبرة أن مردودها لا يعود فقط على الفائزين بها وإنما يساند الكتاب ويعطيهم قيمة أدبية. أعلنت مستغانمي، في السياق ذاته، أن هناك العديد من المتطوعين من مؤسسات مدنية لتمويل هذه الجائزة. يذكر، أن جائزة مالك حداد كانت قد أطلقت سنة 2001 من قبل جمعية الاختلاف وتمنح لكتاب الرواية بلغة الضاد كل سنتين، حيث تم تنظيم أربع طبعات لهذه الجائزة.