يبدو من خلال ما يحدث في الساحة الكروية عندنا، ومنذ الشروع في تجربة الاحتراف التي مازالت في الاشهر الاولى منها، ان هذه التجربة ما زالت تعتريها الكثير من النقائص، وأن نجاحها مرهون بتحديد الاهداف التي سطرت من قبل الذين ارادوا خوض التجربة دون ان يهيئوا لها المناخ الملائم. ويبدو أن الغموض الذي اكتنف التجربة في المهد، قد يكشف المزيد من التناقضات وربما يعيد الجميع الى نقطة الصفر، خاصة بعد تعالي بعض الاصوات المؤثرة في مسار هذه التجربة والتي تقول، ان الفاف تسرعت في اطلاق البطولة الاحترافية... حناشي: لابد من تطهير المحيط من الطفيليين وقد اعترف السيد محند الشريف حناشي رئيس شبيبة القبائل والمعروف بجرأته في تقديم رؤيته حول هذه المسائل الحساسة، بأن ما يطبق عندنا في البطولة المحترفة لا يمكن بأي حال من الاحوال اعتباره عملا احترافيا بقدر ما هو عملية ''بريكولاج'' لن تعود بالفائدة على الكرة الجزائرية. ويذهب حناشي الى ابعد من ذلك حين يعدد النقائص وما اكثرها في نظره، ويركز في هذا الصدد على ضرورة تطهير محيط اللعبة من الطفيليين وأصحاب المصالح الذين يديرون اللعبة حسب الاهواء، ويتساءل كيف يمكن لبطولة في مثل بطولتنا ان تحقق النتائج الملموسة واللقاءات تلعب في كثير من الاحيان في غياب الجمهور، لأن الملاعب معاقبة بسبب الالعاب النارية مثلا او أن العديد من الاندية لا تملك ملاعب للمنافسة وأن البرمجة تخضع للنزوات وأن العقوبات يتستر عنها ولا تنزل في وقتها... قرباج: الاحتراف لا يطبق عن طريق الهاتف اما السيد محفوظ قرباج رئيس نادي شباب بلوزداد والناطق باسم ما يعرف بتنظيم جمعية رؤساء الاندية المحترفة وفي حديث مقتضب ل ''المساء'' فقد اعتبر ما يحدث مجرد ''ترقيع'' سيزيد الوضع الكروي تعفنا والساحة الكروية احتقانا وذلك بالرغم من التفاؤل الذي ابداه عقب الاجتماع الذي عقد يوم الاربعاء الفارط بين رؤساء الاندية المحترفة الذين هددوا بمقاطعة البطولة والسيد الهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة الذي يكون قد وعد باتخاذ اجراءات ملموسة لمعالجة الازمة القائمة حاليا. ويبدو أن للثنائي حناشي وقرباج مآخذ كثيرة على الهيئتين الكرويتين - الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية للعبة - حيث يقول الاول أي حناشي'' بأن الازمة الحالية سببها الفاف، لأن هذه الاخيرة، كان قرارها في اطلاق مشروع البطولة الاحترافية متسرعا وغير مدروس ''بينما كثيرا مادق الثاني ناقوس الخطر وقال ''ان الاحتراف لا يسير بالهاتف بل هو قوانين متناسقة ومفهومة وصريحة'' وفي ذلك اشارة الى الغموض الذي مازال يعيق التطبيق الفعلي للاحتراف في غياب التكفل التام بتمويل الاندية المحترفة بحيث اكد قرباج في اكثر من مرة، بأن المنظومة الاحترافية تتطلب دعم الجولة للاندية ماديا من خلال توفير كل الامكانيات المادية من اموال ووسائل ممارسة وكذا توفير الملاعب ومساحات التدريب. العايب: الاندية لا تملك رؤية واضحة عن الاحتراف ويقول محمد العايب رئيس اتحاد الحراش من جهته ان نجاح تجربة الاحتراف في الجزائر متوقفة بالدرجة الاولى على توفير المناخ الملائم، والاندية في ظل امكانياتها الحالية لا يمكنها تحقيق النتائج الملموسة، مشيرا في هذا الصدد الى نقطة جد هامة وهي ضعف امكانيات الاندية المحترفة، حيث يقول في هذا الصدد '' فريقي مثلا لا يملك ملعبا ولا مساحة للتدريب، وهي حالة تكاد تكون متشابهة عند كل الفرق تقريبا، لذا نتساءل أي نجاح نأمله من منظومة كهذه، وعليه فإن الدولة مطالبة بتسريح الدعم الضروري للاندية التي ما زالت لا تملك رؤية واضحة ولا يمكنها بأي حال من الاحوال أن تخطو اي خطوة ايجابية نحو الامام... وركز العايب على الجانب المادي بالدرجة الاولى، مؤكدا بأن توفير الاموال الضرورية مسألة ملحة وعلى الوصاية ان تساعد الاندية على الخروج من النفق الذي توجد فيه حتى الآن، وقال في هذا الصدد يبدو أن السيد وزير الشباب والرياضة الذي استمع لرؤساء الاندية وتحدث اليهم ايضا، يدرك جيدا أين يكمن الخلل وكيف تتم معالجته، وأن الاندية تنتظر بشغف الاسراع في تجسيد ما وعد به... انها ملاحظات تلخص ما يدور في الساحة الكروية الوطنية على ضوء تهديد اندية البطولة الاحترافية بمقاطعة المنافسة في حال استمرار الغموض الذي يكتنف واقع الاحتراف في الجزائر والذي يهدد بالعودة الى النظام القديم ..