أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أن الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، من شأنه أن يساهم في إحلال السلم والأمن في العالم، موضحا انه رغم حملات التشويه التي طالته والرامية الى النيل من صورة النبي الكريم ومحاولة الطعن في سيرته الشريفة، فإنه يبقى النبراس الذي ينير طريقنا· وقال الرئيس بوتفليقة في خطاب ألقاه أمس، لدى إشرافه على افتتاح الأسبوع الوطني التاسع لحفظ القرآن الكريم، بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة، أن البشرية كلها بحاجة اليوم إلى الاقتداء بالسيرة الإنسانية لمحمد بن عبد الله ليسود العالم الأمن والأمان والسلام والوئام، وتسود فيه مبادئ العدل والحرية والحوار والتعاون في إطار الوحدة الإنسانية الجامعة· وأضاف بوتفليقة أن النبى محمد، نال تقدير العالم أجمع وتقدير أعدائه بشكل خاص، عندما ضرب للناس أروع مثل في مكارم الأخلاق حينما أصدر عفوا عاما عن أهل مكة الذين كانوا فى يوم من الأيام يعملون على قتله·وأشار الرئيس إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هو أول من وضع وطبق القاعدة الأساسية الكبرى التي بها يفصل الإنسان بين حق الله سبحانه وحق المجتمع وحق النفس· وأوضح الرئيس في خطابه امام اطارت الدولة وبعض السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر وشيوخ الزوايا، أن خير تعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم، هو إتباع سنته والتحلي بأخلاقه وتجسيد ذلك كله في السلوك الفردي والجماعي· وأوضح أنه "مهما يكن من أمر بني البشر في الغرب والشرق وفي كل عصر وجيل، فإن هناك حقيقة ستظل قائمة بارزة هي ثقل مسؤولية المسلمين في تعريف غيرهم بشخصية رسول الله وبيان خصائصه النبوية والإنسانية وفضائله وشمائله"· وفي رد صريح على حملات التشويه التي طالت شخص الرسول الكريم من طرف بعض الجهات في اشارة الى الرسوم المسيئة له، ذكّر الرئيس بوتفليقة، بالمواقف العديدة التي سجلها الفكر الغربي الحديث في إبراز الصفات والخصال الحميدة للرسول الكريم، واعتبر الأسبوع الوطني التاسع لحفظ القرآن الكريم، مناسبة للتذكير "بأنه إذا كان التعصب والحقد والجهل يعمي بصائر بعض مرضى العقول والنفوس الذين لا يكاد يخلو منهم مجتمع بشري في الغرب والشرق على حد سواء فإننا نجد اليوم من يحاول مثلما حاول الأولون النيل من هذا النبي الكريم و الطعن في سيرته الطاهرة الشريفة"· وأضاف أن "الباحثين النزهاء والمفكرين الأحرار ممن سلمت فطرتهم ولم تتلوث نفوسهم وعقولهم قد عبّروا وما يزالون عن إعجابهم المنقطع النظير بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعدما وقفوا على بعض أخلاقه وفضائله وشمائله"·وأسهب رئيس الجمهورية، في إبراز خصائص الرسول، مؤكدا أن هذا الجانب الإنساني للنبي الكريم "سيظل منهلا عذبا يغترف منه الفكر البشري في رقيه وتطوره وهو ينظر للمثل الإنسانية العليا والفضائل الأخلاقية السامية وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية والعدل والمساواة"·