كشف فريق من الخبراء والباحثين في الإنتاج الحيواني أن فاتورة استيراد الجزائر للحوم الحمراء والبيضاء وكذا الحليب تعرف ارتفاعا كبيرا، مما جعلها تحتل المرتبة ال15 عالميا في هذا النوع من الاستيراد الذي تخصص له نحو 800 مليون اورو سنويا، وتأسف الخبراء لهذه الوضعية بالنظر إلى جهود الدولة لدعم برنامج تطوير الإنتاج الحيواني المحلي في السنوات الأخيرة. وذكر الباحثون في مداخلاتهم في أشغال ملتقى ''مراقبة نجاعة المربين'' التي احتضنتها جامعة مولود معمري بتيزي وزو أمس الاثنين، أن الجزائر خصصت ميزانية ضخمة خلال الخماسي الجاري بقيمة 10 ملايير دولار لتطوير الإنتاج الفلاحي، غير أن مردودية الإنتاج تبقى ضعيفة حسبما أكدت الدراسات. وأرجع المشاركون أسباب تراجع المرودوية الفلاحية بصفة عامة إلى كون أن 11 بالمائة فقط من الأراضي المنتجة مروية، أي بمعدل 24,0 هكتار لكل مواطن، واقترح الباحثون متغيرات منها الأخذ بعين الاعتبار خصائص كل منطقة من أجل ضمان زيادة المردودية والعمل على محاربة الركود الذي جعل نسبة الإنتاج ضعيفة مقارنة بنسبة الاستهلاك التي تزداد بقوة خاصة في بلاد يعرف نموا ديمغرافياً محسوساً. كما ناقش المشاركون موضوع استهلاك الجزائريين الضعيف للبروتينات والمقدرة ب 12,0 كلغ من الأسماك و3,0 كلغ من اللحوم، أما نسبة استهلاك الجزائري للحليب فهي أقل من الاسباني بنسبة 28 بالمائة وهي أرقام تترجم مدى ضعف الاستهلاك المحلي للحليب واللحوم البيضاء مقارنة بالبلدان الأوروبية. وأشار المجتمعون إلى العراقيل التي تواجه المربي الجزائري لاسيما تلك المتعلقة بالجانب التقني، الاقتصادي والاجتماعي التي تؤثر على تطوير الإنتاج الحيواني، واقترح الخبراء فتح قنوات اتصال بين المحتاجين تبادل الخبرة والمعرفة فيما يتعلق بالجانب التقني في مجال تربية الحيوانات على المستوى الوطني من اجل رفع المردودية التي تظل ضعيفة مقارنة بالمؤهلات التي تتوفر عليها الجزائر. للإشارة فقد عرف الملتقى مشاركة 22 باحثاً ممثلين لمختلف جامعات الوطن وخبراء ممثلين لمختلف المراكز الفلاحية الوطنية، إضافة إلى حضور أجانب وستتواصل أشغال الملتقى إلى غاية صبيحة اليوم الثلاثاء.