أكد باحث الآثار ورئيس جمعية ''أصدقاء قصر الباي'' السيد نوار ساحلي أنّ العديد من المشاريع التنموية والسكنية شُيّدت، عن عِلم أو غيرعلم، على مساحات ومواقع أثرية هامة، دون مراعاة الجانب التاريخي والقيمة الأثرية لهذه المواقع التي تؤرّخ لحقبات هامة من تاريخ الجزائر القديم. وحسب السيد نوار ساحلي الذي تحدّث ل ''المساء''، على هامش الملتقى الذي نظمته جمعيته، حول تهريب الآثار بقصر الثقافة ''مالك حداد'' بقسنطينة بحر الأسبوع الفارط في إطار الإحتفال بشهر التراث، فإن مدينة بكيرة (التي يقطنها حوالي21 ألف ساكن والتي شُيّدت بداية الثمانينيات كتوسّع عمراني بعداختناق مدينة قسنطينة واستنفاد الأوعية العقارية بها)، عرفت عدة تجاوزات في مجال التعدي على الآثار ومن بينها بناء تحصيص بأكلمه فوق مدينة أثرية، حسب المتحدث الذي قال أن مشروع الطريق السريع بمنطقة عين الباي هو الآخرأتى على عدة هكتارات من الآثارالرومانية. وقد أضاف محدثنا أنّ العديد من المنازل والبنايات قد شُيّدت على أنقاض أثار قيمة بحي ''كوحيل لخضر'' الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن موقع الأقواس الرومانية، ولم تنته عند هذا الحد التجاوزات، حسب السيد ساحلي، حيث أكّد أن مشروع سدّ قروز بواد العثمانية التابعة لولاية ميلة أتى على جزء كبير من الآثار التي تُعدّ من تاريخ الجزائر القديم. وقد أثار السيد نوار ساحلي نقطة مهمة أخرى تتعلّق بحماية والحفاظ على التراث المادي الموجود، معتبرا أنّ عمليات التّرميم والحماية التي عرفتها جلّ المعالم كانت عبارة عن محاولات غير مجدية تمّت بطريقة غير احترافية، بعيدا عن المقاييس الدولية والتقنيات المعمول بها، حيث عرفت هذه بالعمليات العديد من الأخطاء، حسب تأكيد محدثنا الذي وصف عمليات ترميم الآثار بالجزائر بعمليات التجديد والتحديث، على غرار ما وقع بقصر الباي الذي تمّ تشويه حوالي 80? من معالمه التاريخة. هذا وقد رفع السيد نوار ساحلي، رئيس جمعية أصدقاء قصرالباي التي أُنشئت سنة ,2005 بعد الإهمال الكبير الذي شهده هذا المعلم التاريخي، نقطة أخرى تتمثّل في الإهمال الذي تعرفه المواقع الأثرية التي تحوّلت إلى أماكن مهجورة تتعرض للتخريب والسرقة، على غرار الحجارة الأثرية التي أصبحت تُستعمل في بناء الأكواخ بالقرب من هذه المواقع، نظرا لجهل السكان المجاورين لقيمة هذه الحجارة دون التّطرّق لموضوع السرقات خاصة من طرف الإيطاليين للأثار الرومانية من تماثيل معدنية وحجرية وقطع نقدية والتي يعتبرونها امتدادا لحضارتهم، حسب تصريح السيد نوار ساحلي الذي ذكر بسرقة طاحونة حجرية تعود لحقبة الرومان من مدينة تيديس الأثرية، التي تبعد بحوالي 30 كلم عن مدينة قسنطينة والتي شهدت حضارات النوميديين والفينيقيين إضافة إلى حضارة الرومان.