حتى في يوم النكبة لم تشفع إسرائيل للفلسطينيين وقتلت شابا في القدسالشرقية في جريمة استعاد من خلالها الفلسطينيون محنة تهجيرهم بقوة الحديد والنار منذ أكثر من ستة عقود مضت. فقد استشهد ميلاد سعيد عياش البالغ 16 عاما متأثرا بجراحه بعد تعرضه لطلقة نارية بحي السلوان بمدينة القدسالمحتلة الذي يشكل مسرحا لمواجهات يومية بين سكانه والمستوطنين اليهود. ولم تتضح ظروف مقتل هذا المراهق الفلسطيني لكن عمه أكد أنه تعرض لطلقات نارية على مستوى البطن، بينما أكد أحد أقاربه أنه لقي حتفه بعدما أصيب على يد مستوطن يهودي. وحضر مراسيم تشييع جنازة الشهيد ما لا يقل عن ألفي شخص رددوا شعارات ''الله أكبر'' و''بدمائنا وأرواحنا سنثأر لشهيدنا''. وسارعت قوات الاحتلال على إثر ذلك إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية بالمدينة المقدسة وتوعدت بالرد بكل قوة بدعوى منع حدوث أي طارئ. ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية عند هذا الحد، حيث أصيب ما لا يقل عن 15 فلسطينيا في صدامات مع قوات الاحتلال التي اعتقلت 34 منهم بالقدسالشرقية. وجاءت هذه الجريمة عشية إحياء الفلسطينيين للذكرى ال63 للنكبة التي لا تزال تداعياتها مستمرة إلى يومنا هذا وأكثر من ذلك فيوم نكبة الفلسطينيين هو يوم إعلان قيام كيان يهودي على أنقاض فلسطين التاريخية ذات 14 ماي من عام .1948 ومخافة من وقوع صدامات أقدمت قوات الاحتلال على تكثيف وجودها بكل من القدسالمحتلة والضفة الغربية ونصبت المزيد من الحواجز الأمنية من اجل تقليص حركة الفلسطينيين ومنعهم من تنظيم مظاهرات تنديدية بيوم النكبة. لكن وعشية هذه الذكرى المأساوية أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن عودة اللاجئين إلى ديارهم ''حق طبيعي'' كفلته الشرائع والقوانين الدولية وتمثل ''أولوية لا يمكن تجاهلها أو التنازل عنها''. وشدد المجلس في بيان أصدره أمس على رفضه ''التام لأي دعوة للوطن البديل أو إسكان اللاجئين الفلسطينيين في أي مكان''. مشيرا إلى أن ''وجهة اللاجئين ستكون فلسطين ولا غير فلسطين طال الزمن أو قصر''. وذكر المجلس بفصول معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة حتى الآن واصفا يوم 15 ماي عام 1948 بأنه ''يوم أسود في تاريخ الفلسطينيين خاصة'' والعرب والمسلمين عامة، حيث ''بين مدى الظلم الذي لحق بهم أمام صمت بل ودعم معظم دول العالم وخاصة الدول الكبرى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل''. وأشار المجلس الوطني الفلسطيني إلى أن ذكرى النكبة هذا العام تأتي في ظروف جديدة وإيجابية حيث استعادت الشعوب العربية إرادتها وبدأت بفرض كلمتها النابعة من الضمير والتي شكلت صحوة كبيرة عبرت فيها هذه الشعوب عن إصرارها على استعادة حريتها وممارستها للديمقراطية وعلى تأكيدها على تحقيق مطالبها وتطلعاتها. كما استعاد الشعب الفلسطيني وحدته وبدأ بالإجراءات العملية لترجمة التحامه الوطني إلى ممارسة عملية تساعد في أن ينتقل الشعب إلى إنجاز جديد يترجم شعار الشعب ''يريد إنهاء الاحتلال'' وشعار ''الشعب يريد العودة إلى فلسطين''. ووجه في الأخير تحية للشباب الفلسطيني الذي فرض إرادته وقام بواجبه والفصائل الفلسطينية التي قدرت الظرف وسهلت قيام الوحدة الفلسطينية وتحقيق وحدة سياسية استعدادا لمراحل نضالية قادمة وفي مقدمتها استحقاق سبتمبر القادم للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.