احتضن حصن رؤساء البحر ,23 يوم أمس، بمناسبة اختتام فعاليات شهر التراث محاضرة تاريخية أثرية ألقتها الأستاذة زغيبي زهرة، أستاذة مختصة في التاريخ القديم جامعة الجزائر بحضور مختصين وإعلاميين. وأوضحت الأستاذة زهرة في بداية محاضرتها أن تصنيف سور قيصرية شرشال ضمن المعالم الأثرية سنة ,1981 لم تحدث أية صيانة أو حفظ لهذا المعلم الذي هو عرضة للتهديد البشري والطبيعي، وفي حاجة ماسة إلى التحسيس بخطورة مايتعرض له هذا المعلم، بالاضافة إلى كونه غير معروف إلا للقليل من المختصين. وأكدت الأستاذة زغيبي على أهمية هذا السور الأثري الذي يعتبر من الأسوار العالمية الكبيرة، والسور الثاني في المغرب العربي بعد سور قرطاج، ويأتي بناء هذا السور في تحصين مدينة قيصرية شرشال والدفاع عنها. طول السور يبلغ 7 كلم يغطى مساحة 370 هكتار. وفي تعريفها بهذا المعلم الأثري التاريخي لمدينة شرشال، التي تقع على بعد مائة كلم غرب الجزائر العاصمة، وترجع الأستاذة المحاضرة من خلالها بحثها بناء هذا السور إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث كانت تسمى شرشال في عهد يوبا الثاني ''قيصرية''، وأهدى يوبا له هذه المدينة ''أوغوسطس'' حيث كانت عاصمة لممكلة موريتانيا من قسنطينة إلى غاية المحيط الأطلسي. كما أكدت المحاضرة أن دراسات أجريت حول هذا السور في العهد الإستعماري من قبل ''ديفال'' وفليب ليعو''، وأرجعوا السور إلى القرن الأول للميلاد. أما عن واقع هذا السور، فإنه نموذج لسور مدينة روما ، وقد تم تشييده قبل الإحتلال الروماني لموريتانيا، وقد تعرض السور لعدة تهديمات وتم تعديل في أجزائه ويبرز هذا من خلال الحجارة، لأنه تم ذلك في منتصف القرن الثاني والقرن الثالث الميلادي. شكل السور الآن، تقول المحاضرة، وبتتبع السور من خلال بقاياه، أساساته ظلت قائمة وهذا ما يميزه. ومع ذلك تؤكد الأبحاث التي أجريت أنه في حالة سيئة وتظهر منه بعض الأجزاء التي هي على التلال والباب الجنوبي وبقايا أخرى والبقايا علي ساحل البحر. ومن جانب أخر، أشارت الأستاذة زهرة أن السور كان يضم مساحات غير مبنية، كما توجد في هذا السور أبراج خصوصا من جهته الجنوبية، حيث يوجد برج من 25 إلى 70 مترا من السور، ومجموع الأبواب في السور 6؛ ثلاث أبواب رئيسية خصوصا باب تيبازة وهناك أبراج موجودة على الأبواب، بالإضافة إلى التحصينات، أما شكل الأبراج فهي تأتي في شكل دائري. بسبب بناء السور، و يعود إلى التهديدات والغارات التي كانت تواجهها المدينة من الإحتلال والحروب والثورات، خصوصا تاكفارينياس، ودعت المحاضرة في ختام كلمتها إلى صيانة هذا السور وترميمه والتحسيس بهذا المعلم التاريخي الأثري، وإجراء حفريات وتنقيب لمعرفة فجوات تاريخية مازالنا لم نعرفها ليومنا هذا، وهذا ما يساعد في كتابة تاريخنا القديم.