يبدو ان الاجترار الفني الذي يمارسه بعض المطربين والمغنين، والذي يشهد عليه إعادة العشرات من الأغاني الناجحة بأصوات المئات، فقط لأنها ناجحة، أصبح يدق ناقوس الخطر للتنبيه الى الوضع الكارثي الذي آل اليه الإبداع الفني، بحيث أصبح البحث عن الجديد والمغامرة بتقديمه أمرا مستحيلا أمام رواج القديم، الذي أصبح مهترئا لكثرة استغلاله من طالبي الربح السريع والأداء السهل... فهي كلها مؤشرات تنبه الى ضرورة البحث عن الجديد من خلال الإبداع، خاصة ان الجزائر تزخر بعقول مبدعة يشهد لها بالإبداع الفني وتقديم الأحسن في مختلف المجالات الفنية، لأن الاختباء وراء القديم المستغل بعنف، جعله يفقد بريقه وخاصيته الجذابة، بل تعدى الآمر لأن يصبح فضاحا كاشفا لمستعمله، وهو الأمر الذي يدعو بقوة إلى ضرورة التحرر من عباءة الغير والبحث عن الذات الفنية التي تمثل صاحبها بقوة، خاصة ان الاتجاه لهذا الأمر ينبئ عن قوة الشخصية الفنية لصاحبه، خاصة أن الكثير من الأصوات تخشى المواجهة الصعبة والمصيرية، وهو الأمر الذي يكشف حالة التقهقر والاجترار التي تعرفها بعض الطبوع.