شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة وضع سياسة وقائية جريئة لمواجهة الأمراض التنفسية وأنواع الحساسية قصد العمل على تقليص انتشار هذه الأمراض وتجنيب إفريقيا خسائر بشرية واقتصادية معتبرة. وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة وجهها الأربعاء المنصرم إلى المشاركين في المؤتمر الأوروبي الإفريقي الثالث لأمراض الحساسية وعلم المناعة العيادي والورشة الإفريقية الأولى حول أمراض الحساسية وقرأها نيابة عنه الأستاذ حبيب دواغي رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض الربو والحساسية والمناعة العيادية انه يتوجب ان يدمج هذه الإستراتجية الوقائية لمحاربة التدخين ''من حيث هو السبب الأول الممكن اجتنابه في الوفيات'' . وذكر في هذا الصدد بشعار ''الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية لمحاربة التدخين'' الذي اختارته منظمة الصحة العالمية هذه السنة لاحياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين. وذكر رئيس الجمهورية أن الوضع الصحي في البلدان الإفريقية يبقى مصدر انشغال ''لكون المواد المعبأة ما تزال غير كافية لتلبية جسامة الحاجات في مجال الطب العلاجي والوقائي من كافة الامراض خاصة منها الامراض التنفسية المزمنة وأنواع الحساسية ولتأمين حماية البيئة في ذات الوقت'' . وأشار رئيس الدولة الى ان البلدان الافريقية مشغولة علاوة على تغير المناخ وحماية البيئة بآفات أخرى مثل التصحر وهشاشة التنوع البيئ اللذين يشكلان كما قال ''عائقا في وجه تنميتها المستدامة''. وذكر رئيس الجمهورية في هذا الصدد بمختلف المبادرات التي اتخذت لمحاربة الاثار المدمرة لتغير المناخ وتقليص كافة اشكال التلوث على غرار '' لاتفاقية الاطارية للامم المتحدة حول تغير المناخ وبروتوكول كيوتو''. ومن بين المبادرات الاخرى المتخذة، ذكر الرئيس بوتفليقة برامج العمل الوطنية والجهوية من اجل محاربة الجفاف والتصحر لاسيما منها -كما قال - مشروع السور الاخضر والبرنامج المفصل الذي وضعته افريقيا لتنمية الفلاحة والذي تم تبنيه في اطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (نيباد)''. وأكد الرئيس بوتفليقة أنه أصبح لزاما بالنظر إلى الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم في الفترة الاخيرة ''تنفيذ شراكة دولية مجددة وصادقة قائمة على مبدئي الانصاف والمسؤلية المتقاسمة من اجل تأمين حماية بيئتنا وتنمية مستدامة ذات مسحة انسانية. وخلص رئيس الجمهورية في رسالته إلى القول بأن المؤتمر الأوروبي الإفريقي الثالث لأمراض الحساسية سيشكل ''معلما جديدا'' في مجال التعاون العلمي بين مختلف بلدان افريقيا وأوروبا بفضل تبادل المعارف والخبرات وسيسهم في بناء فضاء للإخاء والرقي. ومن جهتهم، دعا المشاركون في أشغال هذا المؤتمر الى ضرورة تدعيم الشراكة ما بين بلدان القارتين لتحسين مستوى التكوين في مجال البحث العلمي للتكفل الانجع بالمصابين بمختلف الأمراض التنفسية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس على أهمية تدعيم التعاون الأوروبي الإفريقي لتحسين العلاج الطبي لفائدة مرضى الربو والحساسية، مبرزا في نفس الوقت ضرورة توسيع مثل هذا التخصص في بلدان قارة افريقيا. وذكر الوزير بكل الجهود التي بذلت من طرف الجزائر لتحسين العلاج لفائدة المصابين بمختلف الأمراض التنفسية، مشيرا إلى أن قطاع الصحة يتوفر على 261 مصلحة طبية خاصة بمكافحة مرض السل والأمراض التنفسية. وقدر الوزير في نفس الوقت عدد المصالح الخاصة بعلاج بأمراض القصبة الهوائية ب 62 مصلحة من بينها وحدتين خاصة بمرضى الحساسية و23 وحدة أخرى مختصة في طب المناعة. وذكر في نفس الوقت بوجود 391 مختصا في علاج الأمراض التنفسية من بينهم 25 مختصا في طب المناعة. من جهته، أكد الاستاذ حبيب دواغي رئيس المؤسسة الجزائرية لامراض الربو والحساسية والمناعة العيادية على أهمية تنظيم مثل هذا اللقاء الذي يهدف - كما قال - الى ''تمتين وتعميق الروابط بين الاخصائيين الجزائريين والدوليين في مجال التكوين الطبي المتواصل لتحقيق اكثر احترافية في علاج المرضى''.